بقلم-فاروق جويدة
كانت مصر فى حاجة إلى فتح آفاق جديدة للتعاون مع دول العالم المختلفة ومن هنا كانت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى روسيا وإبرام عدد كبير من الاتفاقيات الضخمة فى المجالات الاقتصادية المختلفة إن الشئ المؤكد أننا أمام دولة جديدة أسمها روسيا خرجت من دولة عظمى كانت تسمى الاتحاد السوفيتى ولا أحد يعرف كيف أنتهى هذا الكيان التاريخى .. إن روسيا الآن تحاول أن تستعيد دور القطب التانى فى لعبة الصراعات الدولية بل إنها اعادت شبح الحرب الباردة مرة أخرى .. إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لروسيا لها أكثر من دلالة .. إن مصر لن تبقى حبيسة علاقات محدودة مع عدد من الدول لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وأن روسيا تحتل مكانة خاصة فى تاريخ العلاقات الدولية لمصر وأن هناك مجالات للتعاون لا حدود لها وأن روسيا قد عادت بقوة لممارسة دورها فى السياسة العالمية ولن تتراجع عن أهدافها .. إن هذا السياق يحمل أيضا حرص مصر على أن تفتح ابوابها مع دول العالم ومن هنا كانت العودة القوية للعلاقات مع دول أفريقيا وقد أهملناها زمنا طويلا رغم أن العالم كله ينظر إلينا على أساس أن مصر بوابة أفريقيا .. فى هذا السياق أيضا كانت زيارات الرئيس السيسى للصين وشرق آسيا واليابان والجمهوريات السوفيتية السابقة وزيارة أمريكا أكثر من مرة مع فرنسا وألمانيا وايطاليا إن هذه الجسور تمهد لعلاقات متنوعة بحيث لا تعتمد مصر على مصادر وحيدة لتوفير احتياجاتها .. إن أهم ما تتسم به العلاقات الدولية الآن هو هذا التنوع فى مصادر الإنتاج والسلع والتكنولوجيا وهناك معدلات للتطور وصلت إليها معظم دول العالم شرقا وغربا .. إن التكنولوجيا أصبحت متاحة الآن أمام الجميع ولها أكثر من مصدر وكذلك السلاح لم يعد مقصورا على دول دون الأخرى بل هو موجود لدى الجميع ولهذا فتحت مصر أبوابها مع كل مصادر توريد السلاح أو الغذاء أو التكنولوجيا .. هناك لغة واحدة تحكم العالم كله الآن كيف تستفيد وتفيد لأن المصالح تسبق كل شىء.
نقلا عن الاهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع