بقلم: فاروق جويدة
وسط طوفان الدم الذي اجتاح المسلمين في صلاة الجمعة في نيوزيلندا وقف رئيس جامعة ليبرتي الأمريكية جيري فولويل وسط حشد كبير من الطلاب يدعوهم لحمل السلاح وقتل المسلمين..
إنها دعوة للقتل وسط جامعة مهمتها الدعوة للمحبة والسلام بين الشعوب وتحمل اسم الحرية.. رئيس جامعة أي إنه رجل حصل علي أعلي الدرجات العلمية ولكنه للأسف الشديد حصل علي تقدير صفر في الأخلاق والمسئولية وبعد ذلك يتحدث العالم عن السلام وحقوق الإنسان والحريات..
إن رئيس الجامعة يطالب الطلاب بالحصول علي تراخيص بحمل السلاح ويتفاخر بأنه يحمل سلاحا في جيبه وهو يقول «علينا أن نقتل المسلمين قبل أن يقتلوننا».. إن مثل هذه الدعوات الإجرامية تخلق أجيالا مشوهة وشاذة تكره الحياة والناس ولا يمكن أن تدعو للسلام بين الشعوب.. إن مثل هذه الدعوات هي التي أخرجت للعالم داعش وتوابعها، ألم تقدم أمريكا الدولة كل الدعم للقاعدة وهي تبدأ مراحل نشأتها في أفغانستان؟!..
ألم تقدم لها السلاح والمال والرجال من كل دول العالم ووقفت خلف بن لادن زعيمها المقاتل ضد الغزو الروسي لأفغانستان وتحولت بعد رحيل الاتحاد السوفيتي إلي شبح يطارد العالم في كل مكان حتي في أمريكا نفسها..
إن القاعدة كانت الأرض الخصبة التي خرجت منها أجيال الإرهابيين حتي وصلت إلي داعش التي تهدد الآن كل العالم وكانت نقطة البداية مجموعة من الإرهابيين جندتهم المخابرات الأمريكية..
إن دعوات الكراهية التي تهدد العالم الآن بدأت بنيران قليلة وتحولت إلي حرائق أشعلت الإرهاب في كل مكان..
ولم تكن دعوة رئيس الجامعة الأمريكية بقتل المسلمين أول الدعوات ولكن سبقتها دعوات أخري وسوف تتبعها دعوات أكثر..
إن في الغرب ٢٠مليون مسلم يعيشون في طوائف مسالمة خرجوا من بلادهم هاربين من القهر والفقر والظلم والطغيان وأصبحوا الآن بين نارين.. نار تحاصرهم في مجتمعات فقدت الإنسانية والرحمة وتطالب بقتلهم ومجتمعات خرجوا منها ولم يعد فيها ما يغري بالعودة لأن أسطورة الأوطان لم تعد كما كانت..
إن العالم يفتح ألف باب للإرهاب ورئيس الجامعة الأمريكية الذي يطالب بقتل المسلمين أكبر دليل علي ذلك.. إنه عالم مجنون..
نقلا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع