بقلم - فاروق جويدة
لا أحد يستطيع أن يحدد صورة مستقبل العالم العربى فى ظل حسابات جديدة تفرضها قوى مختلفة لا أحد يستطيع أن يقرأ مستقبل المنطقة أمنيا واقتصاديا وحتى جغرافيا وهل تبقى حدود دول المنطقة كما هى أم أن هناك خرائط جديدة..إن الإرهاب مازال يحاصر المنطقة كلها، وإذا كان قد خمد فى بعض الدول فقد امتد إلى دول أخرى.. هناك معارك ضارية تدور الآن فى ليبيا بين جيشها الوطنى وقوى الإرهاب، سواء القادمة من خارج الحدود، أم من بقايا صراعات قديمة لها جذورها..مازال الجيش الليبى يخوض حربا شرسة ضد الإرهاب ومازالت الأحوال فى السودان لم تستقر بعد رحيل البشير وقيام مجلس عسكرى يحكم البلاد ومازالت النيران مشتعلة فى اليمن بعد فشل كل محاولات التقارب بين أطراف المأساة.. وفى سوريا قوات أجنبية لا أحد يعرف متى ترحل وماذا سيبقى من الوطن السورى بعد كل ما حدث..أما العراق فمازال يلملم جراحه بعد حرب استنزاف أهدرت كل موارده وشوهت كل شىء فيه أمام احتلال بغيض وانقسامات قلبت كل الموازين.. وقبل هذا كله مازالت غزة محاصرة من الاحتلال الإسرائيلى الذى يرتع فى أكثر من مكان وإسرائيل ترتب جغرافيا المنطقة مع أمريكا، والعالم العربى غائب تماما عن كل شىء..وسط هذا كله تبدو مصر وهى تحاول أن تعيد بناء ما خربته معاركها مع الإرهاب بكل خلفياته العسكرية والفكرية والدينية..إن جيش مصر هو ضمان أمنها واستقرارها وقوتها..وسط هذه العواصف والمؤامرات يبدو الجيش المصرى هو صمام الأمان لمائة مليون مصرى يحاولون بناء مستقبل أفضل بعيدا عن الصراعات وتوزيع الأدوار ورسم الخرائط.. من هنا فإن التعديلات الدستورية ليست وثيقة حكم أو سلطة ولكنها وثيقة أمن واستقرار أن نحافظ على ما وصلنا إليه من مكاسب وإنجازات وسط كل هذه العواصف..إن بقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حكم مصر ليس قرارا سياسيا من مجلس النواب ولكنه وثيقة أمن واستقرار فى بلد يحاول أن يعبر بأمان وسط كل هذه العواصف..إن جيش مصر سوف يبقى قلعة أمنها وحامى مستقبلها رغم كل ما نواجه من الأزمات، وعلى مصر أن تحمى جيشها بكل ما تستطيع.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع