توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اتفقنا .. على ألا نتفق

  مصر اليوم -

اتفقنا  على ألا نتفق

بقلم فاروق جويدة

نحتاج حكمة العقلاء من أبناء مصر لنواجه حالة الانقسامات التى نعيشها كل يوم وقد ترك لنا الإخوان المسلمون ميراثا ثقيلا من المشاكل والأزمات .. إذا كان العهد البائد قد ترك لنا المنتجعات والعشوائيات ومن يملكون كل شىء ومن لا يملكون اى شىء فإن الإخوان تركوا لنا عشرات الفصائل فى الدين والسياسة والفكر والسلوك .. ومن هنا أصبحنا لا نتفق على شىء بل إننا اتفقنا على ألا نتفق.. كل ما عشناه من الأزمات فى السنوات الأخيرة كان الانقسام هو السبب الرئيسى فيها .. وقد شجع على هذه الانقسامات عدم وجود مرجعيات فى الفكر والسلوك والدين والأخلاق والثوابت، لقد تساقطت كل المرجعيات أمام الحوار الهابط والنوايا السيئة .. لا توجد قضية اتفقنا عليها حتى الآن ان ثوار يناير يرفضون ثوار يونيو وثوار يونيو انقسموا على أنفسهم وأصبحت لغة المصالح والطموحات هى التى تحرك الجميع يمينا ويسارا وفى كل اتجاه .. ان المجتمع الذى يفرط فى مرجعياته يخسر الكثير ويجد نفسه حائرا بين الشك واليقين .. مازلنا نختلف حول الخطاب الدينى وكل طرف يتصور انه احتكر الحقيقة .. مازلنا نختلف حول أزماتنا الاقتصادية للحكومة سياسة ولرجال الأعمال أهداف وللخبراء طريق ثالث لا احد يعرفه .. ما أكثر التفاصيل التى اختلفنا عليها ابتداء بمشروع قناة السويس وانتهاء بالعاصمة الجديدة .. وفى الايام الأخيرة اشتعل الشارع المصرى أمام قضية الجزيرتين وكل طرف تمسك بفكره ومواقفه رغم ان القضية بين شعبين شقيقين وينبغى ان تخضع من البداية للخبراء ورجال القانون والوثائق التاريخية إلا ان الخلاف وصل إلى اتهامات وتشكيك فى الوطنية وهذه أشياء تؤكد اننا مازلنا نعيش مرحلة من مراحل المراهقة الفكرية والسياسية لأن الأساس فى مثل هذه النزاعات هو الوثائق والتاريخ والخبراء وهذا ما لجأت إليه الحكومة وما قرره مجلس الشعب، كان من الممكن ان تحدث كل هذه الأشياء رغم سخونتها بقدر كبير من الحكمة والموضوعية فى اتخاذ المواقف ولكن كل طرف يرى انه الموقف الصحيح ولهذا غابت الحقيقة. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتفقنا  على ألا نتفق اتفقنا  على ألا نتفق



GMT 00:04 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

بايدن خارج السباق

GMT 23:58 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

دار المحفوظات

GMT 00:34 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

على أبواب مكة

GMT 22:37 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

السقوط

GMT 23:15 2024 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

شعوب تستحق الحياة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon