بقلم - فاروق جويدة
قرار خطير اتخذه فى الأسبوع الماضى مجلس الوزراء الإسرائيلى يسمح بتصدير مادة الحشيش للأغراض الطبية وينص القانون على أن تحصل الشركات التى تقوم بتصدير الحشيش الطبى على موافقات الرقابة الصحية والشرطة وأجهزة الأمن أى أن الباب سيكون مفتوحا لتوريد الحشيش رغم تحذيرات كثيرة بأن ذلك سوف يفتح أبوابا لزيادة استخدام المخدرات وترويج بيعها للخارج وهذا يعنى أيضا السماح بزراعة مادة الحشيش خاصة أن ذلك سوف يوفر موارد مالية للميزانية الإسرائيلية .. إن الخوف من السماح بتصدير الحشيش الإسرائيلى سواء كان طبيا او غير طبى أن الأسواق المفتوحة أمام هذه الصادرات جميعها أسواق عربية وكلنا يعلم أن الدول العربية تواجه مأساة حقيقية أمام انتشار تعاطى المخدرات بحيث تحولت إلى تجارة ضخمة ويكفى أن دولة مثل مصر تنفق ٣٠ مليار جنيه على تجارة المخدرات.. والأخطر من ذلك أن زراعة وإنتاج المخدرات يحققان أرباحا خيالية سواء فى عائد زراعته او تصديره وبيعه للأسواق الخارجية .. إن قرار مجلس الوزراء الإسرائيلى إنتاج الحشيش يفرض على الدول العربية المجاورة تشدد الحراسة على حدودها مع إسرائيل خاصة أن إسرائيل سوف تسعى إلى إغراق الدول المجاورة بالحشيش لأن وراء ذلك ثروات ضخمة كما أن عصابات تجارة المخدرات فى المنطقة سوف تستفيد كثيرا من القرار الإسرائيلى .. هناك دول أوروبية سمحت بتداول مادة الحشيش وكان آخرها هولندا بل إن هناك مزارع ضخمة للحشيش فى أفغانستان وكانت تجارة المخدرات من أهم مصادر تمويل الأنشطة الإرهابية منذ ظهور القاعدة حتى انتشار حشود داعش .. المهم الآن كيف نحمى شبابنا من الحشيش الإسرائيلى الذى لن تفصلنا عنه غير أمتار قليلة على حدود سيناء .. وفى الوقت نفسه فإن حدود إسرائيل مع الأردن وسوريا ولبنان ومصر وغزة والضفة كلها جبهات مفتوحة أمام الحشيش الإسرائيلى والحشيش احيانا أكبر خطرا من السلاح خاصة أن إسرائيل تعتبر نفسها واحة الديمقراطية فى قلب الاستبداد العربى والآن تجتمع الديمقراطية مع الحشيش لكى ينبسط الجميع..
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع