توقيت القاهرة المحلي 00:40:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قبل أن تنهار صناعة النشر

  مصر اليوم -

قبل أن تنهار صناعة النشر

بقلم - فاروق جويدة

فى يوم من الأيام كنا نذهب إلى سور الأزبكية نشترى مجموعة من الكتب ترافقنا طوال الإجازة الصيفية وكنت تدفع جنيها واحدا لشراء أكثر من ١٥كتابا كانت سلسلة اقرأ سعرها قرشان وأعلام العرب خمسة قروش والمسرح العالمى خمسة قروش والروايات العالمية اقل من عشرة قروش وكانت أسعار الكتب القديمة أقل من ذلك جدّا.. وحين تحول سور الأزبكية إلى محلات لبيع الأحذية اختفت معالم السور العتيق واختفت معها الكتب وحلت الأحذية.. ومن يومها لم يعد للكتاب مكان يعرض فيه غير ما تعرضه دور النشر بمئات الجنيهات وهى الآن مهددة بأن تصفى أعمالها أمام ظروف اقتصادية صعبة.. آخر أخبار الكتب أن هيئة قصور الثقافة قررت زيادة أسعار الكتب التى تطبعها وهى مطبوعات رخيصة هدفها تشجيع الكتاب والأدباء الشباب وبعضها يوزع فى نطاق المحافظات التى يتبعها قصر الثقافة ورغم كل جوانب التقصير التى أصابت أداء قصور الثقافة وغيابها فى كثير من الأحيان عن أداء دورها ومسئوليتها إلا أنها كانت نافذة لأدباء المحافظات الذين لا يجيدون فرصا فى أضواء القاهرة..إن الكتاب ليس سلعة تجارية ولكنه خدمة ثقافية وفى زمان مضى كان الكتاب يحتل مكانة لا تقل فى الأهمية عن رغيف الخبز وكانت الدولة تدعم الرغيف والكتاب معا حتى أن سعر الروايات العالمية كان قروشا ضئيلة والشباب المصرى يقرأ ما يصدر فى المكتبات العالمية مترجما فى القاهرة فى نفس الوقت وبأسعار زهيدة.. إن المبالغ التى تنفقها الدولة كدعم للكتاب فى قصور الثقافة يعتبر ضئيلا للغاية ويجب أن تحافظ عليه الحكومة لأنه آخر ما بقى من دعم الحكومة للثقافة فقد سحبت يدها من كل شىء..لا أطالب بعودة أسعار الزمن الجميل والثقافة الحقيقية وسور الأزبكية العريق وسلاسل اقرأ وأعلام العرب والمسرح العالمى ولكن أطالب بأن نبقى على هذه الكيانات الصغيرة التى تصدرها هيئة قصور الثقافة لأنها آخر ما بقى لإبداع الشباب من وسائل النشر فقد يخرج منهم طه حسين جديد أو أحمد شوقى أو العقاد أو جمال حمدان أوالمسيرى.. أما دور النشر الخاصة فهذه أزمة أخرى تحتاج إلى حديث أطول..

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل أن تنهار صناعة النشر قبل أن تنهار صناعة النشر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon