توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قبل أن تنهار صناعة النشر

  مصر اليوم -

قبل أن تنهار صناعة النشر

بقلم - فاروق جويدة

فى يوم من الأيام كنا نذهب إلى سور الأزبكية نشترى مجموعة من الكتب ترافقنا طوال الإجازة الصيفية وكنت تدفع جنيها واحدا لشراء أكثر من ١٥كتابا كانت سلسلة اقرأ سعرها قرشان وأعلام العرب خمسة قروش والمسرح العالمى خمسة قروش والروايات العالمية اقل من عشرة قروش وكانت أسعار الكتب القديمة أقل من ذلك جدّا.. وحين تحول سور الأزبكية إلى محلات لبيع الأحذية اختفت معالم السور العتيق واختفت معها الكتب وحلت الأحذية.. ومن يومها لم يعد للكتاب مكان يعرض فيه غير ما تعرضه دور النشر بمئات الجنيهات وهى الآن مهددة بأن تصفى أعمالها أمام ظروف اقتصادية صعبة.. آخر أخبار الكتب أن هيئة قصور الثقافة قررت زيادة أسعار الكتب التى تطبعها وهى مطبوعات رخيصة هدفها تشجيع الكتاب والأدباء الشباب وبعضها يوزع فى نطاق المحافظات التى يتبعها قصر الثقافة ورغم كل جوانب التقصير التى أصابت أداء قصور الثقافة وغيابها فى كثير من الأحيان عن أداء دورها ومسئوليتها إلا أنها كانت نافذة لأدباء المحافظات الذين لا يجيدون فرصا فى أضواء القاهرة..إن الكتاب ليس سلعة تجارية ولكنه خدمة ثقافية وفى زمان مضى كان الكتاب يحتل مكانة لا تقل فى الأهمية عن رغيف الخبز وكانت الدولة تدعم الرغيف والكتاب معا حتى أن سعر الروايات العالمية كان قروشا ضئيلة والشباب المصرى يقرأ ما يصدر فى المكتبات العالمية مترجما فى القاهرة فى نفس الوقت وبأسعار زهيدة.. إن المبالغ التى تنفقها الدولة كدعم للكتاب فى قصور الثقافة يعتبر ضئيلا للغاية ويجب أن تحافظ عليه الحكومة لأنه آخر ما بقى من دعم الحكومة للثقافة فقد سحبت يدها من كل شىء..لا أطالب بعودة أسعار الزمن الجميل والثقافة الحقيقية وسور الأزبكية العريق وسلاسل اقرأ وأعلام العرب والمسرح العالمى ولكن أطالب بأن نبقى على هذه الكيانات الصغيرة التى تصدرها هيئة قصور الثقافة لأنها آخر ما بقى لإبداع الشباب من وسائل النشر فقد يخرج منهم طه حسين جديد أو أحمد شوقى أو العقاد أو جمال حمدان أوالمسيرى.. أما دور النشر الخاصة فهذه أزمة أخرى تحتاج إلى حديث أطول..

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل أن تنهار صناعة النشر قبل أن تنهار صناعة النشر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon