بقلم - فاروق جويدة
كانت لنا قصص كثيرة مع كأس العالم فى كرة القدم وجاءت المأساة الأخيرة لتكتب صفحات سوداء فى هذا الملف الحزين..أن نخرج من جميع المباريات بلا انتصار واحد وأن نخسر جميع المباريات..كانت الهزيمة الأولى مع أوروجواى ثم الهزيمة الثانية مع روسيا ثم كانت أم الخسائر مع السعودية..كان كأس العالم فى سنوات مضت من القصص والحكايات الدامية فى حياة المصريين ولهذا ظلت مصر ٢٨ عاما بلا مشاركة حتى جاء مهرجان موسكو ليكشف لنا بوضوح أساليب الفهلوة والتحايل التى تقوم عليها الأنشطة الرياضية فى مصر فهى لا تتجاوز حدود الإعلانات والسفريات وبيع اللاعبين والعمولات وكلها أعمال غير مشروعة يقوم عليها مجموعة من الأشخاص وجدوا فيها وسيلة لجمع المال حلالا أم حراما لأنهم لا يصلحون لأى شىء أخر..وما بين صفقات المدربين والمباريات المضروبة افسد هؤلاء الكرة المصرية ووضعوها فى آخر الصفوف فقد خسر الفريق المصرى جميع المباريات التجريبية وكان هذا يكفى لكى نعرف قدراته..لا أتصور أن يمر ما حدث فى روسيا مثل كل المآسى السابقة وما أكثرها ولابد من الحساب..إن أولى درجات الحساب أن يعلن المسئولون فى الدولة نفقات وتكاليف مأساة المونديال الذى لم نحقق فيه فوزا وخرجنا منه بصورة مهينة..إن السؤال الأخطر لماذا اقتصرت دعوات السفر على الفنانين والإعلاميين أين أبطال مصر فى الألعاب الأخرى وفيها بطولات دولية وأين المصابين فى المعركة ضد الإرهاب وأين أوائل الجامعات من الشباب والخريجين وأين الفائزون فى الفرق الرياضية الأخرى.. لقد تحول المونديال إلى مهرجان وفرصة للإعلانات بين الفنانين واللاعبين وإلى مهرجان من الصور واللقاءات وكل ذلك تحت شعار تشجيع الفريق الوطنى الذى لم يحقق فوزا..
لقد أفسد الإعلام على المصريين فرحتهم التى انتظروها ٢٨ عاما بسبب صفقات إعلانية رخيصة وكانت النتيجة هذا الخروج المهين لأكبر دولة عربية..لا أدرى متى نأخذ الأمور بجدية وحسم وأن يكون هناك حساب وعقاب عن أخطاء تمس كرامة الشعب ومكانته ومواهبه وسمعته وقبل هذا تمس حرمة أمواله مطلوب لجنة محايدة للتحقيق فى كل ما أحاط بموقف الفريق المصرى لكرة القدم فى روسيا وعلى مجلس الشعب أن يمارس مسئوليته فى الحساب..
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع