بقلم - فاروق جويدة
انتهى تقريبا موسم الإعلانات بنهاية شهر رمضان المعظم وأصبح من الضروري أن تعلن القنوات الفضائية كل ما جمعت من حصيلة هذا الموسم .. لن نتوقف عند إعلانات شركات الأغذية والخدمات والسلع ولكن المطلوب فقط أن نعرف حجم إعلانات المستشفيات التى جمعت ملايين الجنيهات من تبرعات المواطنين.. إن حجم الإعلانات يمثل ضرورة حتى يعرف المواطن مصير تبرعاته وهل وصلت إلى المرضى أم ضاعت على الشاشات.. لقد قرأت أرقاما خطيرة عن حجم التبرعات وقد تجاوزت أربعة مليارات جنيه منها مئات الملايين فى صورة إعلانات على الشاشات شارك فيها نجوم الفن فى مصر وهناك النفقات والمرتبات وهى أرقام ضخمة ثم فى آخر القائمة كانت تكاليف علاج المرضى وهى اقل القليل .. ولا أتصور أن تجمع المستشفيات كل هذه الأموال لكى تخصص للإعلانات بينما آلاف المرضى يبحثون عن علاج أو دواء أو جراحة.. إن المطلوب من هذه المستشفيات أن تعلن للرأى العام حجم التبرعات التى جمعتها وإلى أى الأعمال اتجهت وما نصيب المرضى منها وما دفعه كل مستشفى للإعلانات وما هو نصيب الفنانين الذين شاركوا فى هذه الأعمال.. إن الشفافية والمصداقية تتطلبان إعلان ذلك كله .. إن هذه المستشفيات تشبه تماما ميزانيات البنوك التى تعلنها من وقت لآخر حول حجم العمليات والميزانية والأرباح والإيرادات بل إن الواجب يحتم على هذه المستشفيات آن تقدم تقريرا شاملا عن أنشطتها ومواردها وحجم التبرعات التى وصلت إليها أما أن تترك بلا رقابة من احد فهذا تجاوز خطير.. لقد تكدست آلاف الإعلانات على الفضائيات هذا العام وكلها دعوات للتبرع والمشاركة والواضح أن هناك استجابة واسعة من المواطنين حتى وصل حجم التبرعات إلى المليارات..فى حياتنا كشعب أشياء كثيرة غامضة منها بكل تأكيد حملات التبرعات التى تطارد المواطنين كل يوم فى سلسلة من التسول وصور الأطفال الصغار وهم يظهرون على الشاشات بصورة مؤلمة لا يعقل بعد ذلك أن تتسرب هذه المليارات فى سراديب غامضة لا احد يعلم عنها شيئا فى الحكومة نفسها.. مطلوب فقط أن نعرف حجم التبرعات فى شهر رمضان وأين ذهبت.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع