توقيت القاهرة المحلي 20:56:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرنسا إلى أين؟

  مصر اليوم -

فرنسا إلى أين

بقلم - فاروق جويدة

كانت باريس تستعد لاستقبال العام الجديد وهى تودع الأيام الأخيرة من عام يرحل .. كان شارع الشانزليزيه يعرض الهدايا مثل كل عام وملايين السياح يتدفقون على العاصمة العتيقة ولكن تغيرت الصورة تماما بعد أن خرجت حشود السترات الصفراء وانطلقت فى شوارع باريس فى مواجهة هى الأخطر منذ حركة الطلاب فى عام ١٩٦٨ رغم أن الفارق كبير جدا بين رموز اليوم ورموز الأمس فى فرنسا التى كان يحكمها الجنرال شارل ديجول بكل تاريخه..

ما تشهده فرنسا الآن ليس مجرد حركة شبابية فقد دخلت طوائف كثيرة من قوى اليسار واليمين والطبقة المتوسطة والجميع يطالب بحقوق مشروعة فى حياة كريمة.. لم يتوقف الأمر عند زيادة أسعار الوقود وسائقى التاكسى ولكنه يطالب بزيادة الأجور والمرتبات ومراقبة الأسعار وتخفيض الضرائب عن الطبقات الفقيرة..

هناك من يتصور أن المواطن الفرنسى لا يعانى من الفقر وكل الحقائق تؤكد أن الفقر قضية عالمية ولم يعد قاصرا على دولة دون أخرى.. إن أخطر ما تواجهه فرنسا الآن أن القضية ليست مجموعة من الشباب فى مواجهة مع الحكومة ولكن هناك تيار شعبى جارف يطالب بالعدالة أمام حكومة قدمت كل شىء للأغنياء وحرمت بقية الشعب من كامل حقوقه .. لقد تراجعت الحكومة الفرنسية فى قراراتها الأخيرة فيما يخص سعر الوقود والضرائب ولكن أصحاب السترات الصفراء كانت لهم مطالب أكبر وأشمل وهنا وجدت الحكومة أن الأمور تزداد تعقيدا..

هناك مؤشرات كثيرة أن الشارع لن يهدأ بل ان الأخطر أن السترات الصفراء انتقلت إلى دول أخرى منها هولندا وبلجيكا بل ظهرت أخيرا فى شوارع لندن.. كانت حركة الطلبة فى عام ١٩٦٨ بداية عهد جديد فى فرنسا وظهرت تيارات سياسية غيرت الكثير فى حياة الفرنسيين فهل تحمل حركة السترات الصفراء ميلادا جديدا فى الشارع الفرنسى أم أنها ستكون مجرد حدث طارئ سرعان ما يختفى مع احتفالات أعياد الميلاد..

ما حدث فى فرنسا حتى الآن يؤكد أن القضية أكبر من مجرد مواجهات بين الشرطة ومجموعة من الشباب لأن الشارع الفرنسى كله يطالب بالتغيير ومن واقع تجاربه السابقة هو يستطيع.

نقلا عن الأهرام القاهرية 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا إلى أين فرنسا إلى أين



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon