بقلم-فاروق جويدة
هل ما قدمته شاشات الفضائيات فى شهر رمضان من المسلسلات هذا العام يساوى أكثر من 2 مليار جنيه .. ماذا أضافت هذه القصص والحكايات للعقل والوجدان المصرى هل أصبح أكثر رقيا وترفعا .. هل توقفت المخدرات والعنف والقتل فى الشوارع هل أصبحت الجرائم اقل وهل تراجعت جرائم الفساد والنهب والسرقة والعدوان على أموال الشعب؟.. عاش المصريون أياما طويلة مع عشرات المسلسلات ما بين العرض والإعادة ليلا أو نهارا ولا اعتقد أن هذه المسلسلات قد أضافت شيئا غير المزيد من الوقت الضائع لأننا أمام موضوعات وقضايا معادة وليس فيها بريق الإبداع ولا المعالجة.. أكثر من مسلسل عن الحياة فى الصعيد وكأن الصعيد هذا العام هو السر الغامض الذى يجرى خلفه الجميع.. أكثر من مسلسل عن تفكك الأسرة والعلاقات المشبوهة والخيانات الزوجية الصارخة وغير المبررة فى جميع المسلسلات خيانات ومخدرات.. أكثر من مسلسل لا شىء فيه سوى العنف والقتل والجرائم .. أكثر من مسلسل لا يخلو من المخدرات والشم والخمور على كل الموائد طوال الشهر الكريم واكبر دعاية لتعاطى السجائر حتى تحولت الشاشات إلى مدخنة .. إن السؤال الذى ينبغى أن نطرحه على أنفسنا لماذا كل هذا الهزل وإذا كانت الملايين تتبخر فى أعمال لن يبقى منها شىء على الإطلاق فلماذا هذا العدد ولماذا كل هذه النفقات؟.. هناك بعض الايجابيات لا يمكن تجاهلها أن هناك جيلا من الموسيقيين الشباب برعوا فى تقديم موسيقى تصويرية غاية فى التطور والصدق وهذا الجيل يمثل إضافة حقيقية للموسيقى العربية .. هناك أيضا إبداع جديدا فى الأساليب الإخراجية أضاف شيئا جديا فى الحركة والإبهار والإضاءة والإخراج بصفة عامة .. كل هذا كان يحتاج نصوصا أكثر نضجا وفكرا ولكن أمام التكرار الذى وصل إلى درجة السرقة من أعمال سابقة سقطت المسلسلات فى فخ الملل والرتابة ولولا النجوم الكبار الذين تحملوا العبء أمام المشاهد بحكم تاريخهم لكان هناك مصير آخر.. إذا كان عهد الفوازير قد رحل من سنوات بعيدة فإن عهد المسلسلات الرمضانية أوشك أن يرحل.
نقلا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع