بقلم : فاروق جويدة
تحول العالم العربى إلى مسرح جرت عليه تجارب أحدث ما أنتج الغرب من السلاح..تحولت الشعوب العربية إلى حقول تجارب لأسرع واحدث وسائل القتل، وخلال السنوات الماضية لا يعرف احد حجم الدمار الذى لحق بالدول العربية، وما هو حجم الأموال التى جمعتها شركات صناعة السلاح فى الغرب من وراء ذلك كله..لا احد يعرف عدد القتلى الذين سقطوا أمام ترسانات السلاح التى استخدمت أحدث أساليب القتل، وقد سجلت الكاميرات والشاشات كل هذه المذابح وسوف نشاهدها قريبا فى أفلام السينما الأمريكية والأوروبية.. فى المقابل لا أحد يعلم أعداد المهاجرين الذين هربوا من بلادهم ومات منهم من مات جوعا أو غرقا..لا احد يتحدث عن ذلك الآن لأننا أمام صفقات سياسية تديرها الدول الكبرى حتى لو كان الثمن مستقبل شعوب مغلوبة على أمرها.. أحيانا اسأل نفسى لماذا يحدث ذلك فى عالمنا العربى لماذا لم نشاهد هذه الجرائم فى بلاد أخرى لماذا تعسكر فى بلادنا حاملات الطائرات والصواريخ والجيوش، لماذا لا نجد مثل هذه الثكنات العسكرية أمام الهند أو الصين أو دول أمريكا اللاتينية، إن نصف جيوش العالم تتجمع الآن فى مساحة صغيرة فى البحر المتوسط هناك قواعد أمريكية وروسية وتركية وإيرانية وأوروبية..وفى سوريا وحدها قوات من أمريكا وروسيا وإيران وتركيا ودول أوروبية أخري.. ما هو الهدف من تجمع كل هذه القوى فى هذا المكان هل هو حماية إسرائيل رغم أن إسرائيل الآن تملك قدرات كاملة لحماية نفسها، هل هو البترول والغاز رغم أن البترول يوجد فى بلاد أخري..هل هو تقاعس سلطة القرار فى العالم العربى بعد أن فرطت فى كل شئ.. كم أنفقت الدول العربية على تسليح جيوشها، وأين هذه الجيوش الآن أين جيش العراق بكل تاريخه وأين الجيش السورى والجيش الليبى واليمنى وأين قدرات هذه الأمة، أين أموالها التى نهبتها بنوك الغرب وأين بترول 70 عاما ترك ثروة لم تحدث فى تاريخ امة من الأمم..الكل ضاع فى أطماع دمرت كل مقدرات هذه الأمة وفى كل يوم ننتظر كارثة جديدة..إن العالم العربى الآن أصبح حقل تجارب لأحدث أساليب القتل والدمار والجميع يجرب فينا سلاحه.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع