بقلم-فاروق جويدة
انتشرت فى مصر ظاهرة غريبة أن كثيرا من الآباء يحملون زوجاتهم ويسافرون إلى أمريكا للحصول على الجنسية الأمريكية لأن الزوجة أنجبت وليدها فى بلاد العم سام وقد شاعت هذه الظاهرة لسنوات طويلة ورغم كل الضوابط التى وضعتها الإدارة الأمريكية لمنع ذلك و تشترط بقاء الزوجة فترة محددة قبل الولادة فى الأراضي الأمريكية إلا أن الراغبين فى ذلك يتحايلون على كل الضوابط والقوانين.. وقد انتشرت هذه الظاهرة بين أبناء الطبقة العليا فى مصر وشملت عائلات كثيرة.. إن البعض يرى فى ذلك نوعا من الحماية فى الظروف الصعبة خاصة أن حامل جواز السفر الأمريكي يلقى معاملة خاصة حتى داخل بلده وقد شاهدنا حالات كثيرة ألقى القبض فيها على مواطنين مصريين وعندما يُظهر المواطن جواز سفره الأمريكي يلقى معاملة مختلفة بل إن البعض منهم سافر إلى أمريكا دون أن يسأله أحد.. إن شباب العائلات الكبرى فى المحروسة يتباهون الآن بجواز السفر الأمريكي لأنه يحقق لهم امتيازات لا يحصل عليها شخص آخر ويكفى انه ليس فى حاجة إلى تأشيرات دخول لدول العالم المختلفة لأن جواز السفر الأمريكي يمنحه هذا الحق هذا بخلاف ما يتمتع يه من تأمين صحى هناك وربما معونة بطالة حتى يتوافر له العمل كما أن من حقه الحصول على امتيازات خاصة فى دخول المدارس والجامعات فى مصر أو أمريكا.. هناك أجيال مصرية الأب والأم وتحمل جواز سفر أمريكيا لأنها ولدت فى أمريكا ومن حق الأب أن يستعين بجواز سفر ابنه ليحصل على الجنسية الأمريكية إذا أراد ذلك بعد فترة معينة.. فى يوم من الأيام كان من الصعب على المواطن المصرى أن يقبل جنسية اخرى أو يسعى للحصول عليها لأبنائه والآن يحمل زوجته إلى أمريكا لتنجب هناك ابنا أمريكيا.. ويفتخر الآباء بذلك أمام الناس لم يكن هناك شىء يعادل جواز السفر الأخضر الذى يحمل أسم مصر ولكن أشياء كثيرة تغيرت فى المشاعر والملامح والانتماء وأصبح الأب الذى ولد على شاطئ النيل يفضل أن يكون ابنه من سكان وأبناء بلاد العم سام .. ولله فى خلقه شئون وسبحان مغير الأحوال.
نقلا عن الاهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع