بقلم - فاروق جويدة
نجحت الادارة الأمريكية فى إقصاء القضية الفلسطينية عن المشهد العالمى منذ تولى الرئيس ترامب السلطة فى البيت الأبيض وبدأ مشواره بتسليم القدس عاصمة للدولة العبرية دون مراعاة لأى شئ على المستوى العالمى أو الإقليمى.. إن الرئيس ترامب أعلن أكثر من مرة أن القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط جاءت لحماية إسرائيل وليس حماية البترول وبعد أن شاركت أمريكا فى تدمير نصف الدول العربية جيوشا واقتصادا وبشرا وحرصت على البقاء من اجل حماية إسرائيل رغم ان القوات الإسرائيلية تعبث الآن فى العالم العربى وتخترق كل يوم حدود سوريا.. هناك محاور كثيرة للاختراق الآن أن أمريكا لن تفرط فى دورها فى سوريا ولن تترك العراق كما أن وجودها فى حقول البترول قضية لا جدال فيها .. على جانب أخر فإن هناك عملية اختراق ناجحة قامت بها إسرائيل فى دول الخليج حتى بدأ الحديث عن خط حديدى بين إسرائيل ودول الخليج وهناك برامج لزيارات متعددة يقوم بها نتنياهو لأكثر من عاصمة خليجية وقد سبقت زيارات وزارية لأكثر من دولة.. لم يبق أمام الإدارة الفلسطينية غير ما يحدث من مشاغبات بين غزة وإسرائيل وهى عمليات تدور فى إطار المقاومة وهى لا تزعج إسرائيل كثيراً.. وبعد ذلك كله يبقى هذا السر الغامض الذى يسمى صفقة القرن لتسوية الصراع العربى الإسرائيلى فى صفقة لا احد يعرف عنها شيئا.. إن العام القادم قد يحمل مفاجآت كثيرة قد تبدأ بالحرب بين إيران وإسرائيل وأمريكا ولا أحد يعرف مصير سوريا فى هذه المواجهات وهناك قوات وقواعد روسية على الأراضى السورية ولا أحد يعرف أيضا ماذا سيجرى فى الخليج وهناك قواعد عسكرية أمريك
ية فى أكثر من دولة سوف تكون هدفا لإيران بحكم المسافة والأطماع وتبقى القضية الفلسطينية فى مهب الريح أمام وعود ترامب لإسرائيل وهو بلا شك فى حاجة إلى دعم يهودى فى الانتخابات لفترة رئاسية ثانية كما أن المصالحة بين الفلسطينيين أصبحت امرأ صعبا وتبقى اسرائيل هى الحصان الرابح فى كل ما يجرى فى المنطقة أمام دعم أمريكى لا حدود له..
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع