بقلم : فاروق جويدة
من أجمل الأشياء التى روجت اسم مصر فى الخارج فى الفترة الماضية نجوم كرة القدم من شبابنا الذين تناثروا كالورود فى العواصم الغربية ما بين انجلترا وايطاليا وتركيا وعدد من الدول العربية وكل واحد منهم استطاع أن يشق طريقه فى انجاز تاريخى لم يحدث من قبل بهذا العدد .. إن النموذج الذى يتوقف عنده العالم الآن هو الشاب المصرى المكافح محمد صلاح وقد استطاع خلال فترة زمنية قصيرة أن يهز شباك الأندية الكبرى فى أوربا وأن تتنافس الأندية لكى ينضم إليها لاعبنا المميز .. وفى تقديرى أن ما حققه شباب مصر فى الأندية الأوربية يستحق التقدير والإشادة وأن ترعى الدولة المصرية هذه المواهب وأن تكون سفاراتنا على اتصال دائم بهم ورعايتهم فى كل الجوانب لإنهم الآن يمثلون مصدرا من مصادر الدعاية لأن الحديث عن مواهبهم وسلوكياتهم وأخلاقهم يمثل رصيدا للجاليات المصرية بل والعربية فى الخارج..هناك صور سيئة ينقلها الإعلام الغربى عن العرب والمسلمين ونحن بالطبع منهم وهذه الصورة شوهت تاريخا طويلا من الانجازات والنجاحات التى حققها مصريون فى مجالات أخرى مثل احمد زويل ومجدى يعقوب وفاروق الباز وهم يمثلون رموزا حقيقية فى المجتمعات التى عاشوا فيها ولكننا الآن ندرك أن كرة القدم أصبحت تجارة عالمية لها أسواقها ومضارباتها وأسعار لاعبيها كما إنها لعبة تحتل مرتبة خاصة فى اهتمامات كل شعوب العالم .. منذ سنوات اتجهت الأندية الأوربية الكبرى إلى شراء اللاعبين الأفارقة لما يتمتعون به من لياقة بدنية عالية والآن يقدم اللاعب المصرى نموذجا فى الحرفية والسرعة والرشاقة وهذا مطلوب فى الكرة الأوربية إن الاهتمام بالشباب فى هذا المجال يتطلب رعاية خاصة من المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة ولا أدرى كيف يكون ذلك هل بالتوسع فى إنشاء الساحات والنوادى الرياضية والبحث عن المواهب الجديدة وإتاحة الفرصة أمامها فى النوادى الكبرى مع الاستعانة بقدامى اللاعبين فى ذلك وعلى جانب أخر أن تقوم النوادى الكبرى بإنشاء مدارس للشباب الموهوبين فى كرة القدم بدلا من المضاربات بينهم فى شراء اللاعبين بعشرات الملايين.
نقلًا عن الاهرام القاهرية