بقلم - فاروق جويدة
كان يوما من أيام الوفاء لشهداء مصر من أبناء القوات المسلحة والشرطة..تدفقت أعداد كبيرة من كبار المسئولين على مركز المنارة للمؤتمرات الدولية بمسجد المشير طنطاوى بالتجمع الخامس وهو مركز بديع كان الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مقدمة الحاضرين..بدأ الحفل بكلمة مؤثرة عن الشهادة لفضيلة الشيخ الحبيب على الجفرى ثم بدأت قصص البطولة تتوالى وصور الشهداء تتألق على شاشة كبيرة كان الحديث طويلا والأمهات يعرضن الذكريات مع الأبطال الشهداء وبدأت صور أبناء الشهداء وزوجاتهم وقصص كثيرة وحكايات عن ألم الفراق ووحشته ودروس الحب والوفاء للوطن والأرض والشعب..تنقل الرئيس عبدالفتاح السيسى تاركا كرسيه يصافح الأمهات ويحتضن الأطفال ويحملهم على ذراعية كان مشهدا إنسانيا رفيعا أن يحمل رئيس الدولة الأطفال الصغار ويقبل رأس الأمهات من اسر الشهداء وحمل معه فى الاستراحة عددا من أبناء الشهداء ليقدم لهم الحلوى ويجلسهم إلى جواره ويتبادل الصور معهم ومع كبار المسئولين فى الدولة..كان مشهدا رفيعا أن يشعر الآباء والأمهات والزوجات والأطفال من اسر الشهداء أن الوطن لن ينساهم وأن التكريم والعرفان هو اقل ما تقدمه الدولة لهم فقد قدموا أغلى ما يقدم الإنسان كنت اجلس بجوار د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والمقاتل الشرس بالفكر أمام حشود الإرهاب بكينا كثيرا ونحن نعيش هذه اللحظات مع حكايات البطولة والموت والافتقاد وإصرار الأمهات على أن يقدمن لمصر كل شئ حين جاء دورى لألقى قصيدتى تحية لأرواح الشهداء كانت الدموع قد وضعت ساترا بينى وبين الكلمات وشعرت أن انفاسى تتراجع وتخفت أمام إحساس عميق اننى أقف أمام أروع الأشياء فى هذه الحياة أن يضحى الإنسان بحياته وعمره وشبابه من اجل وطن يحبه..كانت اللحظة قد أثقلت قدمى والكلمات تخرج من فمى عاجزة عن رد الجميل لمن وهبوا الدماء..قلت للرئيس السيسى انك تعيد لنا وجها مضيئا رفيعا افتقدناه زمنا طويلا وقيمة رائعة اسمها الوفاء للأبطال الذين دافعوا عن مصر بكل الشرف والإباء..كان يوما مشحونا بمشاعر كثيرة فيها العرفان والحزن والايمان وكانت تحية واجبة لجيش مصر ورجال الشرطة وهم يقاتلون حتى الشهادة لحماية هذا الوطن..
نقلا عن الاهرام القاهريه