توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أقدام وأقلام

  مصر اليوم -

أقدام وأقلام

بقلم - فاروق جويدة

حزنت كثيراً للطفل الصغير الذى داسته أقدام زملائه فى اليوم الأول لدخول المدرسة .. إن أبن التاسعة الذى سقط وهو يتجه إلى الفصل فى محافظة الدقهلية قصة من قصص العنف الذى نشاهده كل يوم حين يغيب النظام والسلوك السليم يتعامل الأطفال بهذه الوحشية وحين يكون فكر المجتمع هو العضلات يسقط أصحاب العقول تحت الأقدام ويموت الضوء وتنتصر الخفافيش .. كان ينبغى أن يدخل التلاميذ الفصل فرداً فرداً وأن يتجه الطابور من ساحة المدرسة إلى الفصل أمام المشرفين على طابور الصباح وكان من الضرورى أن تكون هناك ضمانات لحماية الأطفال الصغار أمام اندفاع وجنون الأطفال الكبار .. إن ما حدث لهذا التلميذ يعكس فكر مجتمع اختلت فيه موازين الأشياء أن الأقوى هو الأقدر والفكر بالأقدام وليس بالأقلام كما قال يوما كاتبنا الراحل توفيق الحكيم انه زمن الأقدام وليس زمن الأقلام .. إن الطفل الصغير الذى سقط شهيدا تحت أقدام زملائه فى المدرسة يؤكد أننا أمام ظواهر اجتماعية غاية فى القسوة وهى امتداد للأب الذى قتل أطفاله أو الأم التى ذبحت ابنها أو الأسرة التى لم يعرف أحد كيف مات كل أبنائها ..

هذه الظواهر الوحشية تتطلب منا كمجتمع وأسرة ودولة أن نناقش كل هذه الظواهر المرضية التى طفحت علينا فى سلوكيات الشارع والأسرة والمدرسة والجامعة .. لقد ذهب التلميذ الصغير إلى مدرسته حاملا حقيبته الصغيرة وخلفه أم تنتظره وأب حزين ليعود إليهما جثة هامدة داستها أقدام زملاء اخطأ المجتمع فى تربيتهم وتعليمهم السلوك السليم .. بجانب مناهج التعليم والمدرسين والواجبات المدرسية هناك شىء يسمى السلوك وهو يجمع الأخلاق مع النظام مع المسئولية وهذه أشياء ينبغى أن يتعلمها التلاميذ فى المدارس والأبناء فى الأسرة حتى لا يدوس القوى الصغير وحتى لا تكون لغة القوة صاحبة الكلمة العليا إن امتهان العقول هو أول طريق نحو امتهان البشر وحين يموت طفل صغير تحت أقدام زملاء الدراسة فهذا يعنى أن العنف سيد الأشياء وأن العقول تدوسها الأقدام .. بل تقتلها الأقدام.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقدام وأقلام أقدام وأقلام



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon