توقيت القاهرة المحلي 07:31:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أقدام وأقلام

  مصر اليوم -

أقدام وأقلام

بقلم - فاروق جويدة

حزنت كثيراً للطفل الصغير الذى داسته أقدام زملائه فى اليوم الأول لدخول المدرسة .. إن أبن التاسعة الذى سقط وهو يتجه إلى الفصل فى محافظة الدقهلية قصة من قصص العنف الذى نشاهده كل يوم حين يغيب النظام والسلوك السليم يتعامل الأطفال بهذه الوحشية وحين يكون فكر المجتمع هو العضلات يسقط أصحاب العقول تحت الأقدام ويموت الضوء وتنتصر الخفافيش .. كان ينبغى أن يدخل التلاميذ الفصل فرداً فرداً وأن يتجه الطابور من ساحة المدرسة إلى الفصل أمام المشرفين على طابور الصباح وكان من الضرورى أن تكون هناك ضمانات لحماية الأطفال الصغار أمام اندفاع وجنون الأطفال الكبار .. إن ما حدث لهذا التلميذ يعكس فكر مجتمع اختلت فيه موازين الأشياء أن الأقوى هو الأقدر والفكر بالأقدام وليس بالأقلام كما قال يوما كاتبنا الراحل توفيق الحكيم انه زمن الأقدام وليس زمن الأقلام .. إن الطفل الصغير الذى سقط شهيدا تحت أقدام زملائه فى المدرسة يؤكد أننا أمام ظواهر اجتماعية غاية فى القسوة وهى امتداد للأب الذى قتل أطفاله أو الأم التى ذبحت ابنها أو الأسرة التى لم يعرف أحد كيف مات كل أبنائها ..

هذه الظواهر الوحشية تتطلب منا كمجتمع وأسرة ودولة أن نناقش كل هذه الظواهر المرضية التى طفحت علينا فى سلوكيات الشارع والأسرة والمدرسة والجامعة .. لقد ذهب التلميذ الصغير إلى مدرسته حاملا حقيبته الصغيرة وخلفه أم تنتظره وأب حزين ليعود إليهما جثة هامدة داستها أقدام زملاء اخطأ المجتمع فى تربيتهم وتعليمهم السلوك السليم .. بجانب مناهج التعليم والمدرسين والواجبات المدرسية هناك شىء يسمى السلوك وهو يجمع الأخلاق مع النظام مع المسئولية وهذه أشياء ينبغى أن يتعلمها التلاميذ فى المدارس والأبناء فى الأسرة حتى لا يدوس القوى الصغير وحتى لا تكون لغة القوة صاحبة الكلمة العليا إن امتهان العقول هو أول طريق نحو امتهان البشر وحين يموت طفل صغير تحت أقدام زملاء الدراسة فهذا يعنى أن العنف سيد الأشياء وأن العقول تدوسها الأقدام .. بل تقتلها الأقدام.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقدام وأقلام أقدام وأقلام



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon