توقيت القاهرة المحلي 02:51:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أقدام وأقلام

  مصر اليوم -

أقدام وأقلام

بقلم - فاروق جويدة

حزنت كثيراً للطفل الصغير الذى داسته أقدام زملائه فى اليوم الأول لدخول المدرسة .. إن أبن التاسعة الذى سقط وهو يتجه إلى الفصل فى محافظة الدقهلية قصة من قصص العنف الذى نشاهده كل يوم حين يغيب النظام والسلوك السليم يتعامل الأطفال بهذه الوحشية وحين يكون فكر المجتمع هو العضلات يسقط أصحاب العقول تحت الأقدام ويموت الضوء وتنتصر الخفافيش .. كان ينبغى أن يدخل التلاميذ الفصل فرداً فرداً وأن يتجه الطابور من ساحة المدرسة إلى الفصل أمام المشرفين على طابور الصباح وكان من الضرورى أن تكون هناك ضمانات لحماية الأطفال الصغار أمام اندفاع وجنون الأطفال الكبار .. إن ما حدث لهذا التلميذ يعكس فكر مجتمع اختلت فيه موازين الأشياء أن الأقوى هو الأقدر والفكر بالأقدام وليس بالأقلام كما قال يوما كاتبنا الراحل توفيق الحكيم انه زمن الأقدام وليس زمن الأقلام .. إن الطفل الصغير الذى سقط شهيدا تحت أقدام زملائه فى المدرسة يؤكد أننا أمام ظواهر اجتماعية غاية فى القسوة وهى امتداد للأب الذى قتل أطفاله أو الأم التى ذبحت ابنها أو الأسرة التى لم يعرف أحد كيف مات كل أبنائها ..

هذه الظواهر الوحشية تتطلب منا كمجتمع وأسرة ودولة أن نناقش كل هذه الظواهر المرضية التى طفحت علينا فى سلوكيات الشارع والأسرة والمدرسة والجامعة .. لقد ذهب التلميذ الصغير إلى مدرسته حاملا حقيبته الصغيرة وخلفه أم تنتظره وأب حزين ليعود إليهما جثة هامدة داستها أقدام زملاء اخطأ المجتمع فى تربيتهم وتعليمهم السلوك السليم .. بجانب مناهج التعليم والمدرسين والواجبات المدرسية هناك شىء يسمى السلوك وهو يجمع الأخلاق مع النظام مع المسئولية وهذه أشياء ينبغى أن يتعلمها التلاميذ فى المدارس والأبناء فى الأسرة حتى لا يدوس القوى الصغير وحتى لا تكون لغة القوة صاحبة الكلمة العليا إن امتهان العقول هو أول طريق نحو امتهان البشر وحين يموت طفل صغير تحت أقدام زملاء الدراسة فهذا يعنى أن العنف سيد الأشياء وأن العقول تدوسها الأقدام .. بل تقتلها الأقدام.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقدام وأقلام أقدام وأقلام



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon