توقيت القاهرة المحلي 06:00:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يكفى الذى ضاع

  مصر اليوم -

يكفى الذى ضاع

بقلم - فاروق جويدة

فى الستينيات كانت لدينا شركة تجارية تنتشر فروعها فى كل عواصم إفريقيا وهى شركة النصر للتصدير والاستيراد وهى مازالت حتى الآن تمارس دورها وكان لدينا ثلاثى عظيم تخصص فى كل شئون إفريقيا وهم محمد غانم وبطرس غالى ومحمد فائق ثلاثة من الرموز المصرية الوطنية التى خاضت تجربة رائدة فى العلاقات بيننا وبين أفريقيا..وكل واحد منهم تخصص فى فرع من الفروع على المستوى السياسى والاقتصادى والتجارى.. وفى منتصف عام ١٩٦٩ حملتنى سفينة تجارية تتبع شركة النصر فى رحلة إلى دول غرب إفريقيا استمرت ثلاثة شهور وسجلتها بعد ذلك فى كتاب بعنوان «بلاد السحر والخيال» تنقلت فيها بين موريتانيا وغينيا وغانا ونيجيريا وساحل العاج وسيراليون والكاميرون، وكان الوجود المصرى فى هذا الوقت حافلا أمام شعوب ثارت على الاستعمار وحررت إرادتها كان فى غانا نكروما وفى غينيا سيكتورى وفى كينيا كنياتا وكانت دول أفريقيا تشهد ميلادا جديدا كانت هذه أول رحلة أقوم بها خارج مصر والسفينة التجارية العجوز تمضى بنا من الإسكندرية ما بين أمواج البحر المتوسط والمحيط الأطلسى.. يومها شاهدت الفنادق التى أقامتها مصر فى أكثر من دولة والمعارض التى جمعت إنتاج مصر الصناعى فى بداية ظهوره وكانت الشعوب الإفريقية تشعر بانتماء حقيقى لمصر التاريخ والوطن والحضارة وكانت القاهرة فى ذلك الوقت تمثل حلما فى الاستقلال والإنتاج والإبداع والفنون.. عشت يوما ثلاثة شهور متنقلا بين عواصم دول غرب أفريقيا وشاهدت انطلاقة هذه الدول نحو الاستقلال بدعم تاريخى من مصر واستطاعت التجارة المصرية أن تحقق صيغة من التكامل والتنمية مع هذه الدول..تذكرت هذه الرحلة الطويلة فى الأيام الماضية والوفود الأفريقية تتدفق على شرم الشيخ..كانت إفريقيا يومها تستعد لمراحل جديدة من تاريخها وأحلامها فى البناء والاستقلال..هناك تجارب نجحت فى تحقيق أحلام شعوبها وتجارب أخرى أخفقت حين سقطت شعوبها فى الحروب الأهلية بين القبائل والطوائف والصراعات وهناك دول تراجعت وأخرى تقدمت وهناك زعماء حققوا

أحلام شعوبهم وآخرون لم يحققوا شيئا..إن العالم الآن لأسباب كثيرة يتجه إلى إفريقيا والشىء المؤكد أن لنا تاريخا ومصالح لن تنساها شعوب إفريقيا ولهذا علينا أن نكون جادين فى هذه العودة ويكفى الذى ضاع.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يكفى الذى ضاع يكفى الذى ضاع



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا
  مصر اليوم - زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا

GMT 00:05 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن
  مصر اليوم - نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 22:40 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

وفاة مهندس في حادث تصادم بعد حفل خطوبته بساعات

GMT 13:19 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعليق البرازيلي نيمار يثير غضب عشاق الأرجنتيني ليونيل ميسي

GMT 02:36 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

صبغات لتغطية الشعر الشايب وإبراز جمال لون البشرة

GMT 14:16 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"فيرير" فيدر أفضل لاعب تنس في تاريخ اللعُبة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon