بقلم : فاروق جويدة
فى وقت واحد هدأت عواصف الانتخابات واستراحت عواصف الجو الترابية.. خرج المصريون رغم هذا الجو العاصف وعاشوا فرحتهم فى لجان الانتخابات، هناك من كان حريصا على المشاركة وهناك من جلس فى بيته وفى كل الحالات كان مشهدا غنيا فى كل شىء رغم صرخات الإعلام المغرض الذى حاول أن يشوه الحقيقة، فقد ذهب الملايين فى كل المحافظات وأدلوا بأصواتهم.. ولا شك أننا مازلنا نعيش بداية تجربة فريدة نتمنى أن تكتمل مع الأيام ومع زيادة الوعى لدى المواطن وإحساسه بالمسئولية تجاه وطنه.. هناك مجموعة بديهيات كانت وراء المشاركة فى الانتخابات لا ينبغى أن يكابر البعض فى الإقرار بحقيقة الانجازات التى شهدتها مصر فى السنوات الأربع الماضية من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهى أشياء ملموسة ابتداء بمشروعات الخدمات وانتهاء بحالة الأمن والاستقرار وفى التحديات التى واجهها الجيش والشرطة فى الحرب ضد الإرهاب فى سيناء وهى حرب حقيقية على كل مستويات المواجهة.. لا احد ينكر أن ركائز الدولة المصرية قد تأصلت فى هذه السنوات وأصبحت حقائق ملموسة فى البرلمان والدستور والحكومة ومؤسسات الدولة الأخرى بعد فترة فراغ دستورى طالت.. ومن هنا أصبحت صورة الدولة المصرية واضحة أمام العالم بعد فترة من الافتراضات والتشكيك والتآمر.. نحن الآن أمام فترة رئاسية جديدة يمكن أن تكون استكمالا لمشروع حقيقى لبناء الدولة على أسس من الفهم والوعى والمسئولية.. نحن أمام اقتصاد يمر بفترة صعبة وعلينا أن نضعه فى مساره الصحيح.. نحن أمام شعب يسعى إلى حياة كريمة ومستقبل آمن وهذا لا يتحقق من خلال مؤسسات الدولة وحدها لأن الشعب لابد أن يعمل وينتج ويوفر لنفسه ولأجياله القادمة مصادر دخل يواجه بها الحياة.. ونحن أمام أجيال من الشباب لابد أن تأخذ فرصتها بالحلم والعمل والإنجاز وقبل هذا كله لدينا معركة مع حشود الإرهاب تحتاج إلى مواجهات أمنية وفكرية واجتماعية لاقتلاع جذوره.. ويبقى أن الانتخابات الرئاسية كانت خطوة ضرورية نحو مزيد من الاستقرار فى ربوع مصر كلها حتى نستعد لمعركة أخرى فى البناء لا تقل أبدا فى أهميتها عن المواجهة مع الإرهاب وهى مواجهة يحسمها جيش مصر وشرطتها فى سيناء الآن.
نقلاً عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع