بقلم - فاروق جويدة
لا أدرى متى نسجل أحداث السنوات الأخيرة من حياتنا وقد شهدت تقلبات كثيرة وتغيرات حادة فى كل شئون الحياة فهل جاء الوقت لكى نحفظ للتاريخ قدسيته ولهذا الشعب دوره وانجازاته رغم كل الأزمات التى تعرض لها..إن اخطر ما تعانيه منه الذاكرة المصرية الآن تلك الانقسامات التى اجتاحت العقل المصرى وغيرت الكثير من ثوابته فى ظروف صعبة..كانت ثورة يونيو من أهم واخطر اللحظات التى عاشها المصريون فى يوم حافل خرج فيه المصريون فى الشوارع يرفضون كل ما تعرض له الوطن من المؤامرات والفتن..كانت مصر على أبواب فتنة كبرى يمكن أن تعصف بكل مقوماتها وتدمر كل ما قامت عليه ثوابتها الفكرية والدينية والاجتماعية والتاريخية..لم تكن ثورة يونيو خروجا عاديا للملايين ولكنها كانت تمثل التحدى الأكبر لإنقاذ وطن..وحين خرجت الملايين كان الجيش المصرى بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى يدرك مسئولية اللحظة وأن ما تواجهه الدولة المصرية يهدد كيانها فى كل شىء لقد خرجت مصر لكى تسترد إرادتها وتعيد الاستقرار والأمن لترابها المقدس..كانت عودة الأمن أولى وأهم المسئوليات التى قام بها جيش مصر مع رجال الشرطة ثم كانت المعركة ضد حشود الإرهاب التى تهدد الإنسان المصرى فى كل مكان ومازال الجيش والشرطة يخوضان هذه المعركة على ربوع سيناء..ورغم كل ما تتعرض له مصر من الفتن والمؤامرات والإرهاب والظروف الاقتصادية الصعبة فإن معركة التنمية والبناء لم تتوقف وكانت مشروعات الكهرباء وقد شهدت مصر اكبر شبكة كهرباء فى عصرها الحديث واكتملت المنظومة مع المدن الجديدة ومشروعات الإسكان للشباب ومواجهة العشوائيات ثم كانت مشروعات قناة السويس وإنتاج الأسماك وزراعة مليون ونصف مليون فدان هذا بجانب أطول واكبر شبكة للطرق شهدتها مصر..هذه الانجازات ما كانت لتحقق لولا حالة الأمن والاستقرار التى أخرجت مصر من هذا المأزق التاريخى الذى حقق أهدافه فى دول عربية أخرى انقسمت وتشرذمت وهاجرت شعوبها أمام مؤامرات دولية مرسومة.. كانت ثورة يونيو من أهم الأحداث فى تاريخ مصر فى السنوات الأخيرة حين أجهضت المؤامرات وأعادت الاستقرار والأمن وبدأت معها رحلة بناء وتنمية ومستقبل أفضل.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع