بقلم : فاروق جويدة
انزعجت إسرائيل كثيرا من حكايات وخواطر فضيلة الشيخ الشعراوى رحمة الله عليه عن قصص اليهود فى القرآن الكريم وطلبت يومها من الرئيس السادات أن يوقف هذه الأحاديث بعد كامب ديفيد وبقى الشعراوى وقصصه وحكاياته..وفى الأيام الأخيرة طالب مسئولون كبار فى عواصم غربية بحذف 300 آية من القرآن الكريم تتحدث عن اليهود .. ولا اعتقد أن هناك فى العالم الإسلامى كله من يملك الحق فى حذف كلمة واحدة من القرآن الكريم « إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ».. فى الجانب الآخر فأن ما جاء فى القرآن الكريم عن اليهود يمثل جزء من تاريخهم كما تحدث القرآن الكريم عن أقوام آخرين غير اليهود جاء ذكرهم فى القرآن .. وقصص الأنبياء فى القرآن من أهم المصادر التى يلجأ إليها المؤرخون والباحثون إن قصة سيدنا موسى عليه السلام من أهم المصادر التى نتعرف من خلالها على حياته وعلاقته بفرعون مصر ثم خروج اليهود وما حدث بعد ذلك وفى القرآن أيضا قصصا عن سيدنا سليمان ونوح ويوسف ويعقوب وقوم لوط ولولا القرآن الكريم وما جاء فيه من الأخبار حول كل هذه الرسالات ما وصلت إلينا كل هذه الأحداث والأشخاص والأماكن.. فى القرآن الكريم ما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام وأخوته وما قرأنا عن مُلك سيدنا سليمان وقصة السيدة مريم والمسيح عليهما السلام فهل يمكن أن نغير أو نحذف كل هذه الأحداث ولماذا لم يطالب احد بحذف آيات من التوراه أو إلغاء بعض ما جاء فيها حول الديانات الأخرى..إن البعض الآن يستغل صورة الإسلام والمسلمين وما جرى لهذه الأمة المنكوبة فى شعوبها ويطالب بأشياء غريبة وغير منطقية.. إن القرآن الكريم تحدث عن سيدنا يوسف عليه السلام وقد عاش فى مصر وهذا التاريخ جزء من تراث الإنسانية حتى وان اختلفت الأديان فى الأحداث والأماكن.. إن القرآن الكريم يؤمن به مليار ونصف إنسان على الكرة الأرضية وكل واحد من هذه الملايين يعتز بدينه وقرآنه وكل ما جاء فيه ومثل هذه الدعاوى المغرضة لا تستحق الرد عليها فالقرآن ليس رواية يريد البعض أن يقتطع بعض فصولها..
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع