بقلم : فاروق جويدة
الأمطار التى حاصرت المواطنين على الطرق السريعة وفى أرقى أحياء مصر التجمع الخامس والشيخ زايد وأكتوبر فتحت ملفات خطيرة حول هذه المناطق التى يبدو أنها أقيمت دون دراسات كاملة..لم يكن احد يعلم أن التجمع الخامس أقيم على مناطق منخفضة أو أن الشوارع بدون بلاعات أو أن الأنفاق أيضا بدون صرف صحى وكان من السهل أن تغرق هذه المناطق أمام الأمطار الغزيرة التى هبطت على القاهرة..منذ زمان بعيد ونحن نتحدث عن قضية البلاعات واذكر يوما بعد انتهاء كوبرى 15مايو أننا اكتشفنا انه لا يوجد فيه بلاعات لصرف المياه ولا توجد فيه أماكن للانتظار إذا تعطلت سيارة أو أكثر وللأسف إن الأخطاء تكررت فى مناطق كثيرة بعد ذلك..إن جميع هذه الأخطاء تحتاج إلى مراجعات فنية بما فى ذلك بلاعات الشوارع فى المناطق الرئيسية أو الطرق العلوية وكانت صورة الطرق وهى غارقة فى مياه الأمطار اكبر تأكيد على أن الدراسات الخاصة بهذه المشروعات لم تكن كاملة أو كافية..إن غرق حى مثل التجمع الخامس بهذه الصورة فى ساعات قليلة يمثل قضية تحتاج إلى حساب خاصة أن المسئولين عن المرافق والخدمات قد اختفوا تماما أثناء الأزمة بما فى ذلك انقطاع الكهرباء وتوقف المرور وعدم انتشال المياه من الشوارع بينما آلاف المواطنين جالسون على الطرق فى سياراتهم دون مساعدة من احد..هناك نقطة أخرى يجب أن نتوقف عندها وهى الاستعدادات فى المدن الجديدة التى يجرى الآن إنشاؤها وهل تتوافر فيها ضمانات الحماية ابتداء ببلاعات الشوارع وانتهاء بالصرف الصحى خاصة إننا أمام مشروعات ضخمة ومنها العاصمة الجديدة ويبقى بعد ذلك أن الحساب فى مثل هذه الأزمات ضرورة لأنه لا يعقل أن يجلس المسئول فى بيته وهناك آلاف المواطنين يعانون فى الشوارع وهو لا يرد ولا يسمع ولا يستجيب لأحد..إن شكاوى المواطن حول ما حدث يجب أن تصل إلى سلطة القرار ولابد أن يحاسب كل من أهمل أو اخطأ وقد تم تحويلهم إلى النيابة العامة أما تخطيط التجمع الخامس وما حدث فيه فهى قضية تاريخية شهدت تجاوزات كثيرة..حتى لو كان الحساب بأثر رجعى.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع