فاروق جويدة
هناك أفكار غريبة تطل علينا من وقت لآخر تثير الشكوك والفوضى رغم اننا أحوج ما نكون للإحساس بالأمن والاستقرار..
لا أجد مبررا لإثارة قضية رفع سن المعاش إلى 65 سنة وهو ما آثار جدلا في مجلس الشعب..هل يعقل ان تطرح مثل هذه الفكرة في بلد يوجد فيه الملايين من الشباب بلا عمل..هل يعقل ان تطرح مثل هذه الأفكار في بلد فيه 60 مليون شاب يبحثون عن مستقبلهم وعلى من سوف تطبق مثل هذه القوانين هل على العمال الذين تم تسريحهم وجلسوا في بيوتهم بلا عمل في ظل قوانين الخصخصة وبيع أصول الدولة..ان المؤكد ان مثل هذه الفكرة سوف تطبق على عدد من المستشارين في المؤسسات الحكومية ومكاتب الوزراء ومثل هؤلاء تصدر لهم قرارات وزارية وليسوا في حاجة لتغيير القوانين..من الأفكار الغريبة أيضا تحصيل فواتير الكهرباء عن المساجد أو قطع التيار عنها وهل يعقل ان يفكر مسئول في ارض الكنانة في إطفاء أنوار المساجد بسبب سداد الكهرباء وما هى ردود الأفعال التى يتصورها المسئولون عن مسجد يتم إظلامه وإذا كانت الفكرة من الأساس مرفوضة ومستحيلة التنفيذ فلماذا يتحدث عنها الإعلام وتصبح حديث الناس ان مثل هذه الأخطاء مسئولية وزارة الأوقاف والمساجد التابعة لها ولديها عشرات الحلول إذا أرادت، إلا إذا كان الأمر مجرد بالونات إعلامية تنشر الفوضى وعدم الاستقرار..هناك أيضا فكرة تعيين العمد في ظل اقتراح ان تكون مدة العمدية 25 عاما ان هذا يضع مبدأ احتكار السلطة في موقع ينبغى ان يمثل دروسا أولى للمواطنين في الديمقراطية..ان منصب العمدة في الدول المتقدمة من أول مطالب الشعوب في الحرية وحين يجلس العمدة في مصر ربع قرن من الزمان فهذا يعنى ان احتكار وتوريث المناصب سيكون عملا مشروعا وتكفينا دروس الماضى الأليم..لقد رفض رئيس مجلس الشعب د.على عبد العال هذه الفكرة مؤكدا ان على المجلس ان يرفض مبدأ احتكار السلطة في كل صوره وأشكاله..أن الشىء الغريب هو اهتمام الإعلام بمثل هذه الأفكار والتوجهات الغريبة في حين تغيب تماما القضايا الحقيقية التى ينبغى التركيز عليها.