بقلم فاروق جويدة
رغم الدماء الطاهرة التى سالت على ارض سيناء العزيزة ورغم حشود الإرهاب التى حاصرتنا ودخلت بنا فى دوامات من العنف والقتل والإرهاب ورغم الأخبار الحزينة التى تطالعنا كل صباح بسقوط أبناء أبرياء أمام جماعات إرهابية لم تدرك قيمة الوطن، رغم هذا كله فإن هناك سيناء جديدة التى تقوم الآن وتعيد الأمن والاستقرار لكل ربوع الوطن .. هناك سيناء جديدة يتم بناؤها الآن على أسس من الوعى والانتماء والإخلاص لهذا الوطن .. ثلاثون عاما وسيناء الغالية تستقبل كل عام حشود الإرهاب الذين انتشروا فيها وخربوا أرضها وزرعوا فيها المخدرات وأقاموا المعابر والإنفاق وفتحوا آلاف الطرق للتسلل إلى ربوعها الآمنة .. الآن هناك سيناء جديدة بعد ان عادت إلى الوطن بدماء الشهداء من أبطال قواتنا المسلحة والأمن المصرى، لن ينسى لنا التاريخ إهمالنا لسيناء فقد قررت الدولة فى يوم من الأيام مشروعا ضخما لتنمية سيناء كان يشمل ترعة السلام وزراعة 500 ألف فدان وإقامة المصانع وتشجيع السياحة فى بئر فرعون وسانت كاترين والشواطئ الزرقاء وكان مقرراٌ البحث عن ثروات سيناء من الغاز والبترول والمعادن، وكان من المفروض طبقا لهذا البرنامج انتقال ثلاثة ملايين مواطن لكى يعيشوا فى سيناء فى قرى زراعية وإنتاجية حديثة وكانت خطة الدولة تخصيص أكثر من مائة مليار جنيه لهذا المشروع ولكن للأسف الشديد توقف كل شىء وتحولت حدود سيناء إلى أنفاق لتهريب السلع والمخدرات والإرهاب ولا احد يدرى هل كان الهدف من وقف عمليات التنمية فى سيناء ان تكون فى يوم من الأيام الحل الأخير للقضية الفلسطينية كما تصورت إسرائيل ودوائر الغرب خاصة أمريكا .. مازال إهمال سيناء يمثل لغزا فى دائرة القرار فى مصر طوال ثلاثين عاما حتى تحولت إلى بؤر إرهابية تهدد مصر كلها .. ان سيناء الآن تشهد عملية بناء جديدة من خلال عشرات المشروعات التى تقام ومع انتهاء العمليات العسكرية ضد الإرهاب وحشوده سوف تكون سيناء هى مستقبل الرخاء لكل المصريين.