بقلم فاروق جويدة
لاشك ان رحلات الإمام الأكبر د. احمد الطيب شيخ الجامع الأزهر إلى الخارج فى الفترة الماضية قد تركت آثارا طيبة فى أكثر من دولة وأكثر من مكان .. فى شهور قليلة تنقل الإمام بين أوربا وآسيا وافريقيا..فى أوروبا كانت زيارته للفاتيكان ولقاؤه مع البابا ثم كانت زيارته قبل ذلك إلى المانيا ثم فرنسا وفى آسيا زار اندونيسيا اكبر دولة إسلامية فى العالم وفى افريقيا زار نيجيريا وفيها أغلبية مسلمة .. فى كل هذه الزيارات تحدث د.الطيب عن الإسلام الوسطى الحقيقى وكيف انه كان دائما دعوة للتسامح والمحبة والحوار .. ان توضيح صورة الإسلام أمام العالم تمثل ضرورة قصوى فى هذه الظروف الصعبة التى تجتاح فيها حشود الإرهاب العالم كله تحت راية الإسلام .. وفى لقاء مع بابا الفاتيكان اتفق الاثنان على عقد مؤتمر للسلام للتقارب بين الأديان .. وفى المانيا تحدث شيخ الأزهر عن روح الإسلام وموقف الشريعة من الأديان الأخرى وكيف جاء القرآن الكريم ليتحدث بكل السماحة عن الأنبياء والرسل.. هذه الزيارات الخارجية تفتح آفاقا للتعاون فى ظروف صعبة يتعرض فيها المسلمون فى دول كثيرة لأساليب فجة وسيئة فى التعامل حتى ان الآلاف منهم يتركون دينهم هروبا من جحيم الاضهاد ..ان الأزهر الشريف يشهد الآن صحوة دينية وفكرية فى ظل محاولات جادة لتطوير الخطاب الدينى وهى دعوة لابد ان تشارك فيها كل مؤسسات الدولة ومنها الجامعات والهيئات الثقافية والنوادى والنقابات والوزارات المختلفة لأن معركتنا مع الإرهاب لن تكفى فيها المواجهة الأمنية، هناك جانب فكرى وثقافى وتعليمى يجب الاهتمام به لأن التعليم وصل بنا إلى مفاهيم خاطئة ولأن الفكر المريض استطاع ان يتسلل إلى أجيال كاملة من شبابنا والمطلوب الآن ان نعيد العقل إلى لغة الحوار وان نواجه الفكر بالفكر.. ان الأمن ضرورة لكى نحارب حشود الجهل والإرهاب ولكن يبقى فكر الإرهاب اخطر ما تتعرض له الأمة الإسلامية ولا شك ان دور الأزهر فى هذا السياق يمثل أهمية خاصة ومن هنا تأتى أهمية الزيارات الخارجية للإمام الأكبر.