فاروق جويدة
هل يعقل ان مصر الكنانة بعد ثورتين وخلع رئيسين ومرور أكثر من خمس سنوات لم تستطع إفراز حزب سياسى واحد ولم تستطع وضع صيغة للمعارضة السياسية بأى صورة من الصور ولم تفرز وجوها يمكن ان يقال إنها واعدة فى العمل الوطني.. أكثر من خمس سنوات ونحن ندور فى نفس المربع القديم بين فلول الوطنى وفلول الإخوان والنخبة الضائعة.. هل يعقل ان الساحة حتى الآن لم تفرز معارضة وطنية تتناسب مع خطورة المرحلة التى نعيشها.. حاول ان تراجع المشاهد أمامك سوف ترى العجائب هناك أشباح خرجت من الماضى بعد ان استهلكت نفسها على موائد النفاق والتطبيل لتصنع بطولات كاذبة حاول ان تراجع الصور والمواقف وسوف تجد الكثيرين منهم على أبواب كل مسئول وسوف تجد فى صفحاتهم آثارا كثيرة تصلح لأن تكون مناهج فى مدارس النفاق والتخاذل وتسأل نفسك أين كان هؤلاء وأموال الشعب تسرقها عصابة وأين كانت هذه المواقف والفقر يعصف بالملايين من أبناء هذا الشعب ولن تجد غير الصمت والتخاذل.. هؤلاء يدافعون الآن عن ثلاثين عاما من الخرائب والدليل شاهد أمامنا حيث لا طرق ولا كهرباء ولا مرافق ولا مياه وإذا سألت عن بلايين القروض وملايين المنح والتسهيلات فلن تجد غير الصمت.. كنت أتصور بدلا من هذه العنتريات ان يظهر حزب سياسى يشارك بشفافية ونزاهة فى هذه الظروف الصعبة.. هناك طابور من رجال الأعمال لم يصدق ان هناك ثورة قامت ورؤساء اختفوا وان الزمان تغير ولكنهم يصرون إلا أن يوقفوا مسيرة الحياة والزمن وليس هذا من اجل مصر ولكنها المصالح التى نهبوا من خلالها أموال هذا الشعب.. فى خط المواجهة الأكثر عنفا مازال الإخوان المسلمون يعيشون تجربة فشلهم فى الحكم ويريدون الثأر من الشعب الذى خلعهم يوما.. هل يعقل ان تكون هذه الفصائل هى التى تمثل المعارضة المصرية الآن أنها مهزلة نتحمل جميعا أسبابها ونتائجها.. كان ينبغى ان يفتح النظام الأبواب لأحزاب حقيقية وان يدعمها ويقف معها ولكن للأسف الشديد تركنا الأشباح تطل من جحورها مرة أخرى وأخشى ان يدفع الجميع الثمن .