بقلم فاروق جويدة
قدمت د. هدى عبد الناصر بالأدلة والوثائق شهادة تاريخية حول الجدل الدائر حول جزيرتى تيران وصنافير وقدمت مستندات جديدة تماما على القارئ فى هذه القضية ولا شك أن شهادة د.هدى عبد الناصر تمثل تحولا فى هذه القضية لأن البعض استند فى موقفه الرافض إلى كلمات قالها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى عام 1967 حول منع السفن الإسرائيلية من العبور فى مضيق تيران وهو القرار الذى كان من الأسباب الرئيسية لاشتعال الحرب وفى الوثائق التاريخية التى قدمتها د.هدى واستندت عليها فى ان الجزيرتين سعوديتان أوراق نراها لأول مرة صادرة عن جهات رسمية من أهمها رئاسة الجمهورية المصرية ووزارة الخارجية ومؤسسات الأمن القومى المصرى على جانب أخر هناك وثائق تخص الأمم المتحدة وبعض الأطراف الدولية وفى تقديرى أن ما قدمته د.هدى عبد الناصر من أهم وأخطر ما وصل إلى الرأى العام المصرى حول هذه القضية لأنه يأتى من شخصية لها مصداقيتها العلمية والأسرية..فى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى برموز العمل الوطنى قدم د.مفيد شهاب شهادته حول قضية الجزيرتين وأكد أن الجزيرتين سعوديتان وقال إنها شهادة للتاريخ وان ضميره الوطنى والعلمى والتاريخى مقتنع تماما بما قال ويومها قلت للدكتور مفيد شهاب ان شهادتك أمام الرئيس وأمامنا حسمت أشياء كثيرة..ان ما قدمته د.هدى عبد الناصر حول هذه القضية جهد علمى محترم وشهادة تحسم مواقف كثيرة وللإنصاف فإن د.هدى قامت بجهد كبير فى جمع تراث والدها فى مشروع ضخم قدمت فيه دراسات وأبحاث ووثائق كثيرة نادرة بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية وإذا كان هذا الجهد يمثل إنصافا تاريخيا لوالدها أمام حملات ضخمة تعرض لها بعد رحيله الا أنه فى الحقيقة إضافة تاريخية هامة لجزء عزيز من تاريخ مصر المعاصر فى فترة أحاطت بها ملابسات كثيرة ما بين المؤيدين والمعارضين لم يكن جهد هدى عبدالناصر فقط وفاء لوالدها بل كان وفاء لتاريخ مصر وتاريخ واحد من رموزها العظيمة.. وان كان هناك سؤال حائر أين يا سادة وثائق مصر منذ قيام ثورة يوليو وحتى الآن؟.