فاروق جويدة
لم يكن خروج المصريين إلى الشوارع بالملايين يوم 30 يونيو حدثا عاديا.. لم يصدق العالم كله هذه الحشود ولكن تجربة عام من حكم الإخوان المسلمين كانت تجربة قاسية في كل شئ..حين وجد المصريون أنفسهم بعد ثورة يناير وقد ضاعت كل أحلامهم في الاستقرار والحياة الكريمة، وبعد مئات الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الحرية جاءت جماعة واستباحت كل شئ وتصورت ان الوطن كله أصبح ملكا لها..اخطأ الإخوان يومها حين اختصروا مصر كلها في جماعة وجعلوا الجماعة تسبق كل شئ، وتصورا ان سياسة الإقصاء والتهميش يمكن ان تجدى مع هذه الحشود التى خرجت في ثورة يناير..اخطأ الإخوان حين ظنوا ان الشعب لن يخرج مرة أخرى وان الجيش سيترك الشعب وحيدا في الشوارع، كانت ساعة الخلاص في لحظة تاريخية فارقة قرر فيها الشعب أن يطيح بحكم الإخوان وكانت الملايين التى خرجت في حماية جيشها تعلن سقوط دولة الإخوان..وبعد ثلاث سنوات من ثورة يونيو يقف المصريون الآن ويتطلعون إلى مستقبل يحقق أحلامهم في الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، نفس الشعارات التى حملتها ثورة يناير وطاف بها شباب مصر ضد نظام مستبد..يقف المصريون اليوم خلف الرئيس عبد الفتاح السيسى يتطلعون معه إلى حياة أكثر عدالة وكرامة وإنسانية.. إن الحشود التى خرجت يوم 30 يونيه هى نفس الحشود التى خرجت في 25 يناير لم يختلف شىء في أحلامها ولم تتنازل عن مطالبها سواء كانت ضد نظام مستبد أهدر حقوقهم ثلاثين عاما أو نظام فاشى استغل الدين لتحقيق مطامعه في السلطة..رفض المصريون النظامين لأنهم يدركون ان الجميع تلاعب بهم وأهدر حقوقهم .. والآن مازالت المطالب لم تتغير ولن تتغير إلا في ظل نظام عادل وحريات مسئولة وكرامة لكل مواطن.. سوف تبقى هذه الأحلام تطاردنا رغم كل ما نواجه من التحديات والأزمات والمشاكل إن الجيش الذى وقف مع إرادة شعبه في ثورتين قادر على أن يحمى أحلامه في حياة كريمة..المهم ان نستوعب دروس الماضى والا نكرر أخطاءنا وان نكون أمناء على المسئولية لأن هذا هو الضمان الوحيد لاستقرار ورخاء هذا الوطن