فاروق جويدة
د. محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم اعلن اخيرا ان فى مصر 35 مليون امى لا يقرأون ولا يكتبون وان الحكومة وافقت على تعيين 5000 معلم متخصصين فى محو الأمية بهدف القضاء على الأمية خلال 6 سنوات وان هذه الخطة سوف تبدأ هذا العام بالقضاء على أمية 6 ملايين مواطن..
ولا نملك غير ان نتفاءل مع وزير التربية والتعليم خاصة بعد البروتوكول الذى تم توقيعه بين وزيرى الشباب المهندس خالد عبد العزيز والتربية والتعليم د. محمود ابو النصر..لقد فشلت جميع الحكومات المصرية ووزارات التربية والتعليم والهيئات الخاصة والعامة فى مواجهة هذه المأساة التى تمثل اكبر وصمة عار فى تاريخنا الحديث..منذ دستور 1923 وهناك مادة تلزم الحكومة بمواجهة حاسمة للقضاء على الأمية فى مصر وللأسف الشديد فشلت جميع العهود سواء الملكية او الجمهورية وجميع الحكومات فى حل هذه الأزمة وبقيت الأمية واحدة من اخطر مشاكل مصر الإنسانية والاجتماعية والفكرية..كان البعض يرى ان شبح الأمية ابعد المصريين عن قضاياهم الحقيقية لأن قيادة شعوب لا تقرأ ولا تكتب افضل واسهل من قيادة شعوب قادرة على ان تطالب بحقوقها وان حكام مصر السابقين واللاحقين لم يكن لديهم استعداد لكى يحكموا شعبا واعيا..ورغم نسبة الأمية فى مصر خرج 20 مليون مواطن يوم 25 يناير يطالبون بحقهم فى الحرية والعدالة ثم انطلقوا يوم 30 يونيو يطالبون بمستقبل جديد وحياة اكثر كرامة ان هذا يعنى ان الأمية ليست طريقا لفرض الوصاية او التفريط فى حق الشعوب وفى اليوم الذى تتخلص فيه مصر من شبح الأمية يجب ان نقيم نصبا تذكاريا للسلبية واللامبالاة..إن الأمية هى اول طريق للإستسلام للفقر والجهل والمرض وحين ثار المصريون منذ ثلاث سنوات كانوا يرفضون كل اشباح القبح التى سيطرت عليهم سنوات طويلة وكانت الأمية اخطر هذه الأشباح .. لو نجحت الحكومة الحالية فى محو امية 6 ملايين مصرى كما وعدت هذا العام سيكون هذا اكبر إنجاز ثقافى اجتماعى تشهده مصر منذ ثورة 19 وحتى الأن.
"الأهرام"