توقيت القاهرة المحلي 05:01:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أجيال لم تعرف الحب

  مصر اليوم -

أجيال لم تعرف الحب

فاروق جويدة

لا نطالب أبناءنا بأن يكونوا مثلنا لا نريد منهم ان يحبوا على طريقتنا.. وان يشتاقوا كما اشتقنا وان يحترقوا كما احترقنا..إننا نعرف ان الزمان غير الزمان وان المشاعر تغيرت وان مياه الأنهار قد لوثتها تلال القمامة..وان الإنسان يعتاد القبح ويستمتع به أحيانا..لا نريد من أبنائنا ان يقوموا لنا احتراما كما كنا نفعل أو ان يحزنوا من اجلنا ولكن كل ما نريده منهم ان يكونوا رحماء بنا..ألا يحمل الابن سكينا ويذبح أباه الذى جاء به إلى الحياة..إن هذا الأب قدم عمره يوما يوما وكبر هذا الابن على نبضات قلبه وعاش بين يديه طائرا صغيرا حتى تعلم وكبر وحلق فى سماء الكون..لا نريد منهم ان يحبوا مثلنا فنحن أجيال تفانت فى الحب واحترقت بنيرانه ولكن لا نريد لهم ابداً حياة الكراهية، إن القلوب التى تكره لا يمكن ان تعرف طريقا للخير أو الجمال أو حب الحياة..إن الكراهية اقصر طريق للجريمة..إن الذين ارتكبوا الجرائم الكبرى فى تاريخ البشر أناس كرهوا كل شئ وتمادوا حتى كرهوا أنفسهم..حين يكره الإنسان نفسه لا يستطيع ان يحب شيئا..لا نريد من الأبناء ان يكرهوا الأباء إن المجتمع أحيانا يشجع حشود الكراهية ولكن هل يمكن ان يكره الإنسان نفسه..أمام أحلام مهزومة..يكره الإنسان حلمه..وأمام واقع يرفضني..يكره الإنسان واقعه..وأمام عالم لا يعرف العدل يأخذ الإنسان حقه بيديه وأمام زمان يكرهنى من أين أتعلم كيف احب هكذا يقول الأبناء لم نجد من يعلمنا الحب فكرهنا كل شئ حتى أنفسنا ولم نجد من يأخذ بأيدينا فرفضنا الواقع بشرا واحلاما..ولكن كيف تمتد يد بريئة لتنهى حياة أب برئ أو أم ضعيفة لا تملك الدفاع عن نفسها ..فى زمان مضى كنا نقبل ايدى آباءنا والآن تحمل هذه الايدى السكاكين لكى تسيل عليها دماء الآباء أحيانا اقرأ صفحة الحوادث واشعر ان السطور انهار من الدم حين تجد قصة اب سقط صريعا امام طعنات ابن جاحد..علمناهم الحب ولا احد يدرى من أين جاءت حشود الكراهية التى جعلت الابن يسكر من دماء ابيه..انها محنة اجيال لم تعرف الحب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجيال لم تعرف الحب أجيال لم تعرف الحب



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon