توقيت القاهرة المحلي 09:37:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أجيال لم تعرف الحب

  مصر اليوم -

أجيال لم تعرف الحب

فاروق جويدة

لا نطالب أبناءنا بأن يكونوا مثلنا لا نريد منهم ان يحبوا على طريقتنا.. وان يشتاقوا كما اشتقنا وان يحترقوا كما احترقنا..إننا نعرف ان الزمان غير الزمان وان المشاعر تغيرت وان مياه الأنهار قد لوثتها تلال القمامة..وان الإنسان يعتاد القبح ويستمتع به أحيانا..لا نريد من أبنائنا ان يقوموا لنا احتراما كما كنا نفعل أو ان يحزنوا من اجلنا ولكن كل ما نريده منهم ان يكونوا رحماء بنا..ألا يحمل الابن سكينا ويذبح أباه الذى جاء به إلى الحياة..إن هذا الأب قدم عمره يوما يوما وكبر هذا الابن على نبضات قلبه وعاش بين يديه طائرا صغيرا حتى تعلم وكبر وحلق فى سماء الكون..لا نريد منهم ان يحبوا مثلنا فنحن أجيال تفانت فى الحب واحترقت بنيرانه ولكن لا نريد لهم ابداً حياة الكراهية، إن القلوب التى تكره لا يمكن ان تعرف طريقا للخير أو الجمال أو حب الحياة..إن الكراهية اقصر طريق للجريمة..إن الذين ارتكبوا الجرائم الكبرى فى تاريخ البشر أناس كرهوا كل شئ وتمادوا حتى كرهوا أنفسهم..حين يكره الإنسان نفسه لا يستطيع ان يحب شيئا..لا نريد من الأبناء ان يكرهوا الأباء إن المجتمع أحيانا يشجع حشود الكراهية ولكن هل يمكن ان يكره الإنسان نفسه..أمام أحلام مهزومة..يكره الإنسان حلمه..وأمام واقع يرفضني..يكره الإنسان واقعه..وأمام عالم لا يعرف العدل يأخذ الإنسان حقه بيديه وأمام زمان يكرهنى من أين أتعلم كيف احب هكذا يقول الأبناء لم نجد من يعلمنا الحب فكرهنا كل شئ حتى أنفسنا ولم نجد من يأخذ بأيدينا فرفضنا الواقع بشرا واحلاما..ولكن كيف تمتد يد بريئة لتنهى حياة أب برئ أو أم ضعيفة لا تملك الدفاع عن نفسها ..فى زمان مضى كنا نقبل ايدى آباءنا والآن تحمل هذه الايدى السكاكين لكى تسيل عليها دماء الآباء أحيانا اقرأ صفحة الحوادث واشعر ان السطور انهار من الدم حين تجد قصة اب سقط صريعا امام طعنات ابن جاحد..علمناهم الحب ولا احد يدرى من أين جاءت حشود الكراهية التى جعلت الابن يسكر من دماء ابيه..انها محنة اجيال لم تعرف الحب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجيال لم تعرف الحب أجيال لم تعرف الحب



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon