فاروق جويدة
احيانا يبالغ الانسان في أحلامه ويتصور أشياء يمكن ان تدخل في نطاق المستحيل ورغم ذلك لا يفقد الأمل في أن تتحق يوما..لا أدرى لماذا تصورت ان يتجه فريق من رجال الاعمال المصريين إلى قصر الاتحادية ويطلبون لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى ويستقلبهم الرئيس كعادته بترحيب ومودة ويبادر كل واحد منهم بأن يصارح الرئيس بأنه حقق ثروة ضخمة في سنوات"الهبر"وان لديه استعدادات ان يعيد لخزانة الدولة نصف ما يملك.
فإذا كان لديه مليار دولار فهو يقدم 500 مليون دولار ومن معه 6 مليارات دولار سيقدم 3 مليار دولار للدولة ومن حصل على 2000 فدان وربح فيها 5 مليارات جنيه سيقدم 2.5 مليار جنيه والنصف الباقى لابنائه..ووقف فصيل آخر امام الرئيس وسأله عن عدد المدارس المطلوب إنشائها ليساهم في تمويل 200 مدرسة وآخر يساهم في تمويل 10 مستشفيات في المحافظات الفقيرة..وتصورت أن فريقا آخر من كبار المسئولين الذين تاجروا في مناصبهم وجمعوا أموالا كثيرة وأنهم قرروا ان يعيدوا لمصر بعض ما اخذوا حتى ترتاح ضمائرهم واعترف احدهم بأنه أقام مشروعات كثيرة لابنائه ولديه استعداد لأن يطهر ماله ويرد للدولة وللشعب حقهم في هذا المال..وجاء فصيل آخر وقال للرئيس اننا حصلنا على قروض ضخمة من البنوك ولم نسدد فوائدها واقمنا المشروعات بها ولم ندفع الضرائب بل أننا تاجرنا في العملة حين تم تعويم الجنيه المصرى أمام الدولار وكل واحد منا كسب 500 مليون جنيه في ليلة واحدة..وتدفقت أعداد كبيرة على قصر الاتحادية والرئيس السيسى يستقلبهم وفدا وفدا من تاجر في الاراضى ومن اشترى المشروعات من الدولة بأسعار زهيدة وباعها بآلاف الملايين ومن أقام منتجعا على المصانع التى طردت العمال وشردت اسرهم..وفى نهاية الصفوف تسلل عدد من الأسماء الكبيرة وطلبوا لقاء خاصا مع الرئيس ومع كل واحد منهم دفتر شيكات في البنوك الخارجية وقالوا لا نريد حسابا أومساءلة في الكسب غير المشروع ونريد فقط ان نأخذ مالنا الحلال..وانصرفوا وصحوت من الحلم على صراخ طوابير الأنابيب والعيش في التليفزيون وجنازة احد الشهداء في سيناء .