فاروق جويدة
أسعدنى كثيراً خبر ترشيح أحمد أبوالغيط أمينا عاما لجامعة الدول العربية فهو ديبلوماسى محترف ويتمتع برصيد ضخم من العلاقات الطيبة مع الدول العربية وهو بحكم العمل والتاريخ يعلم الكثير عن الواقع العربى بكل ما يحيط به من الأزمات..ورغم صعوبة اللحظة وقسوة الظروف التى تمر بها المنطقة فإن أحمد أبوالغيط، بما له من رصيد وقراءة واعية للواقع العربى والدولى، سوف يواجه كل هذه التحديات..أمام الأمين العام القادم دول عربية تشهد حروبا أهلية وقوات أجنبية وصراعات إقليمية هذا المسلسل الدامى الذى وصل بشعوب المنطقة إلى حالة من حالات الفوضى أمام قوى أجنبية غازية وقوى داخلية إرهابية وصراعات بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد .. لم يحدث فى العالم العربى فى العصر الحديث مثل هذه الكوارث التى حلت بالأمة كلها .. أمام الأمين العام مخاطر سقوط أسطورة البترول وتراجع أسعاره فى العالم والظروف الاقتصادية الصعبة التى سيواجهها الواقع العربى فى ظل هذه المحنة .. أمام الأمين العام أيضا تراجع قضية العرب الأولى، والصراع العربى الاسرائيلى فقد أصبحت قضية فلسطين فى آخر قائمة القضايا العربية أمام ما يحدث فى سوريا والعراق وليبيا واليمن، وانزوت الآن قضية فلسطين خاصة فى مواجهة كارثية هى انقسام الشعب الفلسطينى بين فتح وحماس وهى أخطر وأسوأ ما أصاب القضية الفلسطينية.. أمام الأمين العام أيضا حالة التراجع التى شهدتها جامعة الدول العربية أمام تهميش دورها وارتباك مسيرتها وعجزها لسنوات طويلة عن أداء دورها الحقيقى فى خدمة قضايا الأمة .. اعرف أن أحمد أبوالغيط مقاتل شرس وقارئ جيد للأحداث والتاريخ والأدوار ولكن المهمة صعبة بل قاسية أمام ما يحدث فى المنطقة وما يدور حولنا من مؤامرات وبعد أن طردنا الاستعمار بالدم والشهداء أصبحنا الآن نستجديه أن يعود إلينا مرة أخرى ليعيد الأمن الغائب ويواجه المعارك بين أبناء الوطن الواحد .. سوف تكون هناك أعباء ضخمة أمام أحمد أبوالغيط لكى يعيد لجامعة الدول العربية دورها ومسئولياتها فى هذه الظروف الصعبة.