فاروق جويدة
اصعب انواع الكتابة ان تقول كل شىء فى كلمات قليلة .. انها اغلى انواع العطور واصفى انواع الذهب والكتاب الذين برعوا فى هذا النوع عددهم قليل للغاية، حيث تجتمع الفكرة والكلمات والرسالة فى وقت واحد فى جملة قصيرة انها تشبه عسل النحل يجىء بعد رحلة اسفار طويلة بين الأشجار والزهور.
ومن ابرز كتاب هذا النوع صديقنا وعمنا العزيز أحمد رجب، احيانا تأتى كلماته كطلقات الرصاص تصيب الهدف واحيانا تتحول الى ضحكة ساخرة، وما أجمل ان يهديك وردة مع صباح جديد وهذا ما جاء فى كتابه الجديد يخرب بيت الحب الذى صدر اخيرا عن الدار اللبنانية للنشر وهو دعوة رجل مظلوم فى محراب الحب لم يجد وسيلة للتعبير عن حيرته وغضبه غير ان يدعو على الحب بخراب البيت... فى سطور الكتاب الأولى كلمات حب جميلة اهداها احمد رجب لأمه اول محطات الحب فى حياتنا جميعا وبعد ذلك انطلق ساخرا من منظومة الحب بكل الوانها واشكالها .. انه يرى فى الغيرة دافعا اقتصاديا لأن المرأة لا تثق فى الرجل لأنها تعرف انه قليل الحيلة فكما سقط صريعا فى يديها ذات يوم يمكن ان يسقط بسهولة فى يد امرأة اخرى .. ويرى احمد رجب ان الأسلحة الكيماوية هى اخطر اساليب الحرب التى تستخدمها حواء فى مواجهتها مع الرجل وهى المساحيق والعطور التى يسقط تحت اطلالها الرجال .. والزواج عند كاتبنا الكبير الساخر هو اهم اسباب فشل منظومة الحب، ان الأزواج لا يقدمون للحب الطعام المناسب من الكلمات الجميلة والرعاية والاهتمام، ولهذا يسقط الحب جائعا بين زوجين جاحدين بقيمة الحب .. ويحذر احمد رجب من امراض الصمت والكآبة التى تعشش فى الحياة الزوجية حيث لا ابتسامة ولا كلمة جميلة وهنا ينقطع الإرسال بين الزوجين ويجد كل منهما انه يكلم نفسه .. ويسود الصمت .. رغم السخرية الشديدة فى كلمات احمد رجب إلا انه يخلط الحلم بالإبتسامة بالواقع انه يضحكنا بسخريته ولكنه يجسد الواقع فى احيان كثيرة ويجيب عن هذا السؤال لماذا يموت الحب .
نقلا عن جريدة "الأهرام"