توقيت القاهرة المحلي 09:37:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحيانا .. الندم لا يفيد

  مصر اليوم -

أحيانا  الندم لا يفيد

فاروق جويدة

يولد الحب صغيرا ويكبر مع الأيام ولابد ان نوفر له الحماية والرعاية..إنه شجرة صغيرة تنبت فى صحراء عمرنا تحيطها شمس محرقة ورياح عاصفة ووجوه كئيبة وزمان لا يعرف غير القسوة..إن الشجرة الصغيرة تتحدى كل ما حولها وتكبر إنها تعانى آلام الفراق..وتواجه أشباح الافتقاد وتعيش وحيدة على أمل بلقاء قد يجىء وقد لا يجىء ورغم هذا تصمد الشجرة وتكبر وتصبح لها أجنحة تطير وأوراقا تسد حرارة الشمس وجذورا تمتد فى الأعماق فنتعلم منها الصبر والاصرار وإذا لم يجد الحب الرعاية من كل الأشياء حوله يتراجع وتتجمد فيه المشاعر فلا شوق ولا امل ولا عتاب..إنه يحتاج منا دائما قدرا من الرحمة إنه يبدو قويا ولكنه يعانى دائما من لحظات الضعف حين يجد نفسه وحيدا غريبا مشردا أمام اشياء تسمى البشر لا تعرف قدره ولا تدرك قيمته..ان الشجرة الضعيفة الواهية إذا لم تجد الماء ذبلت وتساقطت أوراقها وتراجعت جذورها وتمضى فى رحلة غياب قد تطول..ان الأشجار تحزن كما يحزن الإنسان تماما فما بالك إذا كانت شجرة حب جمعت قلوبا ووحدت المشاعر..مثل كل الأشياء فى الدنيا، الحب ينمو ويكبر ويترعرع حين نسقيه من رعايتنا واهتمامنا وحرصنا عليه اما إذا تركناه للعواصف والرياح فهو لا يتحمل كثيرا وسرعان ما تغيب الشجرة خلف أيام الحزن واليأس والجحود..الحب رعاية وحماية وإصرار على البقاء وإذا تخلينا عنه تخلى عنا وإذا اهملناه اهملنا ولا تتصور ان الشجرة التى غرستها فى قلب الصحراء يمكن ان تتحمل غيابك كثيرا إذا اهملتها اهملتك وإذا نسيتها نسيتك وإذا بخلت عليها بخلت عليك احذر دائما غضبة الحب إذا تمرد انه كائن هادئ وديع ولكنه لا يقبل ان يهان لأن كرامته تسبق كل شىء وهو حين ينتفض فى لحظة غضب يفعل كل الأشياء.

إذا زرعت يوما شجرة للحب فى صحراء أيامك تذكر دائما انها يمكن ان تحميك من وحشة الزمن وخسة البشر وصقيع الوحدة ولا تنسى ايضا انه يمكن ان يسافر فى لحظة وتجد نفسك وحيدا تفتش عن عمر ضاع وزمان لن يعود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحيانا  الندم لا يفيد أحيانا  الندم لا يفيد



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon