فاروق جويدة
هناك ما هو أكبر من الحزن وأعمق من الألم .. هذا هو إحساس كل مصرى ونحن نودع كوكبة من أجمل واخلص شبابنا..لحظة الم شديدة اجتاحت كل بيت فى مصر أمام شباب كالورود يبدأون حياتهم وكل واحد منهم يرسم لنفسه أحلاما بعرض هذا الكون تأتى الايدى الآثمة تنهى كل شىء فى لحظات وهناك آباء ينتظرون وأمهات عاجزات عن الكلام.
انه شرف الشهادة مهما تكن الكلمات فى وداع شبابنا ومهما تكن الدموع إلا أن هناك بعض البشر يختارهم الله سبحانه وتعالى لكى يكونوا مصابيح هذا الكون وتصبح ذكراهم رصيدا لأجيال قادمة تتعلم منهم معنى التضحية والفداء..إن كل نقطة دم سالت من هؤلاء الأبطال وثيقة حياة لشعب كان دائما داعيا للخير والمحبة والسلام..أن دماءهم الطاهرة رسالة حب لوطن علمهم معنى الحب والكرامة..إنهم يتناثرون كالنجوم فى سماء أيامنا يؤكدون للعالم أن فى مصر شعبا قادرا على أن يصنع حياة افضل وان فى مصر جيشا قادرا على حماية هذا الوطن وهؤلاء الشباب الذين وهبوا حياتهم لكى نعيش نحن ولكى ندرك عن يقين أن هذا الوطن يستحق أن نموت من اجله..هذه الدماء التى سالت على تراب سيناء وثيقة وفاء أبدية إذا لم نمت فى سبيل أوطاننا فمن غيرها يستحق ذلك..هناك أناس يموتون كل يوم وفى كل الأعمار ولكن هناك أناس يختارهم الله سبحانه وتعالى ليكونوا المثل والقدوة فى تاريخ الشعوب..مازلنا نذكر عبد المنعم رياض وننحنى فخرا أمام ذكراه وهؤلاء الشهداء الأبرار سوف يعيشون فى ضمير هذا الوطن وهم يقفون فى سجلات التاريخ فى شموخ واعتزاز انهم شهداء الوطن..لا أجد كلمات للتعازى ولا أجد حروفا للمواساة ولكن أعظم ما فى هذه الرحلة القصيرة لشبابنا أنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. أن دماءهم رسالة إلى الدجالين والكذابين وتجار الشعارات فى اى مكان أن دماءهم الذكية سوف تبقى وساما على صدر جيش مصر العظيم وقصة شهامة وبطولة ووفاء لكل أب فقد ابنه وكل أم عاشت هذه اللحظة وهى تقدم لمصر أغلى ما تملك.
http://fgoweda@ahram.org.eg