فاروق جويدة
لا أحد يختلف في أن قضية الخطاب الدينى تحتاج إلى تغييرات جذرية في المناهج والرؤى والكثير من الثوابت التى لا تمس جوهر العقيدة..
ولكن هذا الطرح الذى يعتبر ضرورة يواجه الآن أزمة حقيقية وهو في بداياته..أولى هذه الأزمات هى لغة الحوار ولا أتصور أن تكون لغة الحديث في هذه القضية بهذا الأسلوب المتدنى في التعامل مع رموز دينية لها احترامها..أن بعض من يتحدثون عن الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم الشافعى وابن حنبل ومالك وأبو حنيفة يتجاوزون كثيرا حتى إنهم وصلوا إلى درجة السخرية والإهانة والتشكيك في كل ما قالوا..لا يعقل أمام شعب له معتقداته ونسبة الامية فيه تزيد على 30% ان نسىء لهذه الرموز التى ترسخت في وجدان الناس زمنا طويلا خاصة انها بالفعل كانت رموزا عظيمة..من حقنا أن نختلف مع فكر هذه الرموز ولكن بلا سخرية أو تجاوز حتى أن البعض يستهين بما قال هؤلاء..أما الأزمة الحقيقية فإن هذه الخلافات ليس مكانها برامج تليفزيونية اقل ما توصف به أنها برامج سطحية ثم تدخل في نصوص دينية وقضايا عقائدية معقدة..أن مثل هذه القضايا التى تتعلق بالخطاب الدينى لا ينبغى أن تكون سفسطة ومجادلات غوغائية لا تضيف شيئا للمشاهد أو القارئ.. مثل هذه المناقشات تحتاج إلى مفكرين من الوزن الثقيل وليس إعلاميين لم تكتمل أدواتهم اللغوية والمهنية ولا تتجاوز خبراتهم كتابة خبر في صحيفة أو إجراء حوار مع لاعب كرة أو ابن قتل أباه..إن الحوار في القضايا الدينية يحتاج إلى قدرات ومراجعات وإدراك حقيقى للثوابت الدينية.. إن قدرات هؤلاء الإعلاميين لا ينبغى أن تتجاوز منطقة السؤال اذا كانوا قادرين عليها أما الاجابات فيجب أن تكون مهمة أهل الفكر والدين والمعرفة..إن الإساءة للرموز التاريخية مثل الأئمة الأربعة أو البخارى ومسلم وابن كثير رضوان الله عليهم لا يمكن أن تكون هى الطريق الصحيح لخطاب دينى واع ومستنير علينا أن نسأل أهل العلم وليس اهالى الإعلام فما يحدث على الفضائيات شىء خطير جدا يجب أن نضع له حدا.