فاروق جويدة
هناك اطراف خفية تحاول إشعال الفتنة بين مصر والسودان ..آخر هذه المحاولات ما نشر حول اشتراك جنود مصريين فى الحروب القبلية الدائرة فى جنوب السودان مع قوات الحكومة بزعامة الرئيس سلفاكير.
الخبر كاذب من الأساس وصدر بيان واضح وصريح من القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية انه لا يوجد جندى مصرى واحد خارج حدود مصر.. منذ فترة وهناك محاولات مريبة لفتح ابواب للخلافات بين القاهرة والخرطوم وقد ساعد على ذلك عدة عوامل اهمها رحيل الإخوان المسلمين من السلطة فى مصر وأصداء ذلك على جبهة قوية فى السودان تنتمى لهذه الجماعة كما ان الوعود التى قدمها الإخوان حول حلايب وشلاتين كانت محل اهتمام كبير من الجانب السودانى..ولا شك ان القيادة المصرية ترفض تماما اى محاولات لإفساد العلاقات بين البلدين خاصة اننا نواجه معا ازمات مشتركة ربما يكون اخطرها ازمة سد النهضة والعلاقات المتوترة بين مصر واثيوبيا وتدخل اطراف دولية لحسم هذه القضية..على جانب آخر فإن حكومة السودان رغم ما كان بينها وبين جماعة الإخوان المسلمين إلا انها احترمت رغبة المصريين وخروجهم يوم 30 يونيه والإطاحة بحكم الإخوان ..على جانب آخر فإن هناك قطاعات كبيرة فى الشعب السودانى تعتبر ان خروج الإخوان من السلطة يعد مكسبا كبيرا لمصر والسودان معا ..إن الإعلام فى مصر والسودان فى احيان كثيرة يفتعل معارك لا اساس لها خاصة ان الجميع يعلم ان قضية انفصال الجنوب عن السودان كانت قضية سودانية لم يتدخل فيها احد وتمت من خلال اتفاقيات واستفتاءات بعد حرب دامت ربع قرن من الزمان.. ينبغى ان يكون الإعلام فى البلدين داعما للثقة والحرص على المصالح المشتركة ولا يسهم بأخبار كاذبة فى إشعال المزيد من الصراعات والفتن وقبل هذا يجب ان تكون الأخبار على قدر من المصداقية لأنه لا يعقل ان يحارب جيش مصر فى جنوب السودان..إن مثل هذه الأخبار التى تفتقد المصداقية تسىء الى علاقات تاريخية بين البلدين خاصة ان الواقع السياسى فى المنطقة كلها لا يحتاج الى المزيد من الفوضى والارتباك فلدينا ما يكفى من الأزمات .