فاروق جويدة
من أكثر المجالات التى يجرى العبث فيها ليل نهار مراكز التخسيس وعمليات شفط الدهون وهذه المراكز لا تخضع لأى نوع من انواع الرعاية الطبية يكفى أن تضع لوحة عليها عمليات التخسيس أو الرشاقة حتى تتدافع نحوك الحشود وكأنها مظاهرة فئوية..
ومنذ فترة طويلة والدولة بعيدة عن هذه المراكز من حيث المتابعة والحساب..وفى الاهرام نشرت الزميلة فاطمة الدسوقى قصة امرأة جاءت من بلادها إلى ارض الكنانة لكى تعالج نفسها من السمنة فى احد مراكز التخسيس وشفط الدهون فى الحى الراقى التجمع الخامس وفى المركز الطبى تم إجراء الجراحة ولكن السيدة ماتت اثناء العملية..كان من الممكن أن تنتهى الواقعة عند الوفاة ولكن ادارة المركز الطبى المكون من المدير والطبيب والممرضة وموظف الاستقبال حملوا جسد السيدة وألقوه فى أحد عمليات التخسيس فى حى الاكابر وفى الرواية أن بعض الكلاب الضالة اعتدت على جسد السيدة المسكينة.. وهنا نطرح عدداً من التساؤلات عن مدى شرعية المركز الطبى وهل حصل على تصريح بإجراء عمليات جراحية ام انه مجرد محل حلاقة ليس اكثر.. وهل توجد فى المركز اجهزة طبية مؤهلة لإجراء مثل هذه العمليات.. وهل الطبيب الذى اجرى العملية جراح حقيقى أم مجرد لقب وعلى أى أساس تجرى مثل هذه العمليات والسؤال الأهم هل حصل الطبيب على بكالوريوس الطب وتصريح من نقابة الأطباء بممارسة مهنة الطب وخاصة الجراحة ام أن العملية كلها سداح مداح حيث لا متابعة ولا رقابة ولا حساب..مثل هذه الجريمة إساءة إلى واحدة من أهم واخطر المهن التى تميزت بها مصر طوال تاريخها وهى الطب والجراحة بصفة خاصة..وهذه الجريمة سوف تترك آثارا بعيدة لدى المواطن العربى الذى كان يجىء إلى القاهرة عاصمة الرحمة وعلى يد بعض المغامرين تحولت إلى مقبرة للموتى.. لا ينبغى أن نترك هذه الجريمة لجهات التحقيق ولكن ينبغى ان تتدخل فيها وزارة الصحة ونقابة الاطباء والرأى العام والإعلام لانها سمعة وطن وسمعة مهنة عريقة وقبل هذا كله سمعة شعب كان دائما نموذجا فى المصداقية والترفع والرحمة .