فاروق جويدة
حين جلست ايران وحدها أمام الدول الخمس الكبرى لكى تتفاوض على قضية امتلاك السلاح النووى كان هذا أول انتصار للدولة الإيرانية واعترافا بانها أصبحت من الدول الكبرى ورغم ضغوط إسرائيل واللوبى الصهيونى فى أمريكا ودول أوروبا تم توقيع الاتفاق الذى منح إيران مكاسب كثيرة تبدأ بإلغاء العقوبات وتنتهى بالإفراج عن أموالها لدى الغرب وهى أموال كثيرة جدا .. خرجت إيران من معركتها مع الغرب وهى فى أفضل حالاتها .. والغريب فى الأمر ان الغرب لم يضع اى اعتبار للدولة العبرية إلا اذا كانت هناك أسرار غامضة فيما يخص اسرائيل لم يعلن عنها ولكن الأيام كفيلة بأن تكشف المستور..
سوف تلغى كل العقوبات على الشعب الإيرانى وقد امتدت سنوات طويلة منذ رحيل الشاه ونجاح ثورة الخمينى .. وسوف تستفيد إيران من كل مصادر التكنولوجيا المتقدمة لدى الغرب خاصة انها حققت انجازات كبيرة فى هذا المجال .. ان العقوبات جعلت الشعب الإيرانى يعتمد على قدراته وصناعاته وإنتاجه ولهذا فإن هذا الاتفاق سوف يمنح إيران مميزات كثيرة فى تعاملاتها مع المؤسسات الكبرى فى دول العالم خاصة فى مجالات الصناعات المتقدمة ومنها استخدام الطاقة النووية فى وسائل الإنتاج يخيل إلى ان إسرائيل لم تكن بعيدة تماما عن كل ما دار فى المفاوضات بين إيران والغرب وان المستقبل قد يحمل مفاجأت أخرى بين الدولة العبرية وايران خاصة ان هناك تاريخا طويلا بينهما فى عهد الشاه .. ان العالم العربى هو الخاسر الأكبر فى اتفاق إيران وأمريكا لأن إيران حليف قديم فلا مانع أبدا من ان تمتد جسور التواصل مرة أخرى .. ان بترول إيران والعراق يغطى احتياجات الغرب من البترول كما أن الطاقة البديلة بدأت تطل على الواقع الاقتصادى العالمى بشراسة .. وعلى العالم العربى ان يعيد حساباته فى ظل الدولة الإيرانية الجديدة خاصة إننا أمام ثلاثة محاور لها أطماعها فى العالم العربى وهى إسرائيل وتركيا وإيران من يأخذ الجزء الأكبر من الوليمة؟ هذا هو السؤال .