فاروق جويدة
استطاعت د. ايناس عبد الدايم ان تقيم عرسا ثقافيا كل ليلة في دار الاوبرا ولم تكتف بالفرق الأجنبية التى تنقل للمصريين الفن الراقى ولكنها تقيم احتفالات دائمة برموز الفن المصرى في كل مراحله.
.حفلات في ذكرى ام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش وليال عن فيروز والرحبانية وحشود من المطربين العرب باختلاف فنونهم وأصواتهم ..ان هذا يؤكد ان العمل الثقافى لابد ان يلتزم بأذواق الجماهير ويوفر لهم ما احبوه من الفن الجميل..ان القضية الأساسية كيف نقدم الخدمة الثقافية في ظل درجة من الفهم والوعى والإدارة ما أكثر المناسبات التى يمكن ان تحشد الناس ما اكثر عشاق الفنون الرفيعة والاوبرا في مقدمتها..وبجانب هذا هناك الحفلات الموسيقية لكبار الموسيقيين وهى حفلات تحقق الآن عائدا ماديا كبيرا لدار الاوبرا وبذلك يمكن ان يكون النشاط الثقافى عملا استثماريا ناجحا..ان الفرق الاجنبية التى تزور مصر سواء كانت ضمن اسابيع ثقافية أو زيارات خاصة تفتح آفاقا جديدة للسياحة وكانت زيارة الفريق الفنى الهندى من انجح الزيارات التى لقيت اقبالا كبيرا من الجماهير..هناك جمهور كبير في مصر الآن يذهب إلى دار الاوبرا ويتابع كل ما تقدم من الاعمال الفنية الاجنبية والمصرية والعربية..ان حلم اى فنان عربى كبير الآن ان يشدو على مسرح دار الأوبرا المصرية..ولم يقتصر نشاط دار الاوبرا على القاهرة فقط ولكنه الآن يفتح مجالات اوسع فى اوبرا دمنهور واوبرا الإسكندرية وبدأت الجماهير المصرية تتجه في هذه العواصم إلى الفرق المصرية والأجنبية .. اننا ننتظر اليوم الذى نشاهد فيه صحوة ثقافية في كل المؤسسات الثقافية في مصر وتستطيع الجامعات ان تشارك في ذلك وقد بدأت جامعة القاهرة في اثراء النشاط الثقافى بين طلابها وهناك مجال اوسع امام أكاديمية الفنون بمعاهدها وأقسامها وهناك أيضا مراكز الثقافة الجماهرية في المحافظات بجانب المسرح القومى بعد أن تنتهى مشاكله الأمنية والإنشائية..تحية للدكتورة ايناس عبد الدايم التى قدمت لنا نموذجا ناجحا في ادارة المؤسسات الثقافية وكيف يمكن ان يكون الفن بيتا للجميع..هذه واحدة من اهم المعارك ضد الإرهاب.