فاروق جويدة
لا أجد على الإطلاق مبررا لنقل مؤسسة مجدى يعقوب إلى جامعة أسوان إلا إذا كان الهدف هو تصفية هذه المؤسسة الصاعدة..
لا أدرى على اى أساس اتخذ المجلس الأعلى للجامعات هذا القرار وكيف يحرم مؤسسة ناجحة ملتزمة من ثمار نجاحها ويقدمها هدية إلى مؤسسات أخرى تعانى ظروفا مالية واقتصادية وإدارية غاية في السوء..إننا نعلم الظروف التى تعيشها المؤسسات التعليمية في مصر ومنها الجامعات ونعلم المصير المؤلم الذى وصلت إليه المستشفيات الجامعية حتى ان البعض في فترة من الفترات طرح فكرة عرضها للبيع في نطاق برامج الخصخصة المشبوهة في العهد البائد..وكلنا يعلم ان هذه المستشفيات تعانى من غياب الكوادر الطبية المناسبة وقبل هذا كله هى مؤسسات تعانى نقصا ماليا حادا وظروفا اقتصادية صعبة..ان مؤسسة مجدى يعقوب قامت على اسم وتاريخ وخبرات ونجاحات طبيب مصرى عظيم دار في كل بلاد الدنيا حتى وصل إلى ما هو فيه فهل يعقل بعد ذلك ان نقدم مشروع حياته لجامعة أسوان ليصبح جزءا من أزمات ومشاكل الآخرين..ان الرجل يتلقى مساعدات وتبرعات ثقة في اسمه ونجاح مشروعه ومعنى ضمه للجامعة ان لا احد سيتبرع حيث لا معونات ستأتى إليه يضاف لذلك ان الرجل لديه أجهزة ومعدات غالية الثمن وحديثة جدا ولا تصلح للعمل كحقل تجارب للآخرين..اننا نسعى إلى إنشاء مؤسسات ناجحة بحيث نوفر لها الظروف والمناخ والقدرات التى تمنحها فرصا للتقدم والتطور والإبداع فهل يعقل ان يتساوى النجاح وعدم النجاح وان يتساوى القادر وغير القادر..يجب ان نترك مؤسسة مجدى يعقوب تعمل بعيدا عن الروتين الحكومى والبيروقراطية المصرية العريقة حتى لا تصبح جزء من هذا العبث الثقيل..اننى اتمنى ان نجد آلاف المؤسسات مثل مشروع مجدى يعقوب في مسئولياته ونجاحاته وإدارته ولا يعقل ان نقدمه هدية لجامعة أسوان حتى يصبح جزءا منها..المطلوب هو تطوير الجامعات وليس تخريب المؤسسات الخاصة الناجحة..تستطيع مؤسسة مجدى يعقوب ان تشارك في إنقاذ مستشقى جامعة أسوان بالخبرات والتدريب أما ان نلقى مؤسسة مجدى يعقوب في سراديب المستشفيات الجامعية فهذا أمر مرفوض.