توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استنساخ الزمن

  مصر اليوم -

استنساخ الزمن

فاروق جويدة

يخطئ من يتصور ان الزمن يمكن ان يرجع للوراء وان تعيد الشعوب تجاربها او تحاول ان تسترد ماضيها..إذا كان الإنسان قد نجح فى استنساخ أشياء كثيرة فهو لن يستطيع ابدا استنساخ الأيام.
ولهذا اتوقف كثيرا عند صيحات البعض الذين يتصورون عودة الماضى البعيد او القريب..لقد تغيرت الظروف والأيام والأحداث ومن الصعب الآن ان نستعيد امجاد 56 والسد العالى والإصلاح الزراعى، فى 56 كانت هناك قوى دولية تتصارع فى بداية عصر جديد واقام المصريون السد العالى حين توافرت القدرة والإرادة اما الإصلاح الزراعى فلم يبق لدى المصريين الآن ارض يمكن توزيعها فقد انتهى مزاد الأرض وفاز به من فاز وتكونت ثروات رهيبة على أطلال هذا الشعب..لقد ظهر جمال عبد الناصر فى وقت وظروف لا تقبل التكرار ولهذا ينبغى ان نعالج واقعنا وان ننظر الى احوالنا بواقعية وجدية..اما هؤلاء الحالمون بعودة نظام ما قبل ثورة يناير فهم ايضا واهمون لأن الشعب المصرى لن يقبل بعودة هذه الوجوه كما ان ما بقى من اصول هذا البلد قليل جدا ولا يكفى الشعب والحيتان ويكفى ما نهب رموز النظام البائد وعليهم ان ينسحبوا فى هدوء ولا يتصوروا ان ابواب النهب مازالت مفتوحة، ان عودة الماضى قضية مستحيلة..ولا يعقل ان يتصور البعض انهم قادرون على استرجاع ساعات الزمن لأن هذا نوع من الإفلاس ان نسترجع صورة رموز رحلت او مكاسب ومصالح انتهى زمانها.. علينا ان نفكر فقط فى اشياء بين ايدينا وان نعيش حاضرنا وان نعيد البناء على اسس جديدة لأن البناء على الأطلال فيه مخاطر كثيرة .. اننى اقدر ذاكرة هذا الوطن وكثير منا مازال يعيش فى جلباب ابيه ولكن الأب رحل والجلباب قديم وهو لم يعد صالحا.. استنساخ الزمن قضية خاسرة ومصر تحتاج الى شبابها الواعد لكى يصنع المستقبل .. اعرف اننا شعب يحب تراثه وتاريخه ويفخر بموتاه، ولكن الرهان على الأحياء افضل .. آثار مصر جزء عزيز من تاريخها يشاهده السياح ولكن لا ينبغى ان يحكمنا سكان المقابر.
"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استنساخ الزمن استنساخ الزمن



GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon