فاروق جويدة
وصلتنى هذه الرسالة من السيدة ليلى الصاوى الأستاذة بالجامعة الأمريكية اسمح لى من خلال هذه الرسالة أن أختلف معك فى الرأى حول مسلسل “تحت السيطرة”،
فقد تكرر فى مقالاتك مؤخرا هجومك عليه باعتبار أنه يعكس صورة سيئة للمجتمع المصري، بالإضافة إلى أنه يشجع على التعاطى والإدمان. يجب ألا ننكر أن مجتمعنا–مثله مثل أى مجتمع آخر-يعج بالسلبيات التى قد تزيد وقد تقل . والواجب هنا هو عدم تجاهل هذه السلبيات،بل مواجهتها بشجاعة والعمل على تقويمها وعلاجها.إن التجاهل– كما تعلم يا سيدي–لا يحل المشاكل بل يسهم فى استفحالها وتفشيها.. يقدم المسلسل أكثر من نموذج للمتعاطين المدمنين، ولكنه لا يظهرهم إلا فى حالة سلبية مزرية، إن لم تظهر فى البداية فهى تظهر مع تطور الأحداث. فهذه يتركها زوجها وينفصل عنها رغم توقفها عن الإدمان، وهذا تتركه زوجته وتنفصل عنه، بل وتلعنه أمه. وتتواصل به الأحداث– حتى الآن– إلى أنه يبيع أثاث بيته، بل ويذهب إلى بيت أمه ليسرق منه بالإكراه ما تصل إليه يداه فى سبيل الحصول على الجرعات الملعونة. وينتهى الحال بالفتاة الصغيرة إلى أن تهرب من بيت أمها بعد أن تسرق مصاغها وتذهب إلى حبيبها الذى يهرب من بيت أسرته بعد أن يسرق هو الآخر خزانة خاله..ويضطران إلى الكذب على الأصدقاء للحصول على المال لشراء المخدر..وهناك أيضا الصديق الذى توفى نتيجة لجرعة زائدة..يعطينا المسلسل صورة إيجابية مشرقة عن جهود جمعيات مكافحة الإدمان ونماذج من أصحاب الإرادة القوية الذين يكافحونه أو نجحوا فى ذلك بالفعل. كل هذا بلا وعظ ولا خطب قد تفسد العمل الفنى.
{ انا لم أهاجم مسلسلا بالاسم على الإطلاق ولكن قضية الإدمان والخمور والسجائر والشتائم والضرب والرقص وبيوت الدعارة مشاهد ثابتة فى أكثر من مسلسل وأنا لا أتصور ان أشاهد 26 حلقة كلها كوارث وسلبيات وجرائم وإدمان وشتائم وبذاءات وفى الحلقات الأربع الأخيرة تحدث معجزات تلغى كل ما سبق إنها ايجابيات مفتعلة وحلول ساذجة ونهايات سعيدة وهذه ابسط وأسوأ أنواع الدراما لأنها تنتهى عادة بموت البطل.