فاروق جويدة
قرار حكيم أن يتوقف الإعلام المصرى عن نشر بيانات وقصص وحكايات الإرهاب والارهابين..لقد كان إعلامنا الذكى ينشر بيانات لا احد يعرف مصادرها وكيف تسللت ووصلت إلى الفضائيات..وكثيرا ما استند الإعلاميون إلى أخبار كاذبة حصلوا عليها من مواقع النت وصور مضللة نقلوها من اليوتيوب ..
بل أن هناك بيانات من الجماعات الإرهابية كانت تتصدر عناوين الصحف ونشرات الأخبار..والأسوأ من ذلك كله أن تجد حكاية جاءت فى تعليق ساذج من احد القراء وتجدها قضية مطروحة على الشاشات..والأكثر سوءا أن القصة الواحدة تناقلتها عشرات الفضائيات لتصبح حديث الناس وهى فى الأساس حكاية ملفقة . ان البعض يرى أن ذلك جزء من حرية الصحافة والإعلام ولكن كيف يمكن التأكد من صدق الرواية على سبيل المثال حين تعلن داعش أنها قتلت مائة عراقى من قوات الجيش أو 50 من الأكراد ما الذى يثبت ويؤكد هذه الأرقام وحين كانت تذاع أرقام حشود الإخوان فى المظاهرات كما كانت تفعل قناة الجزيرة وتقول إنهم بالآلاف فى حين إنها تنقل مظاهرات قديمة فى اليمن أو سوريا وليست فى مصر ونجد فضائيات أخرى تنقل ذلك على أساس انها أخبار حقيقية أو أن تذاع صور لجثث القتلى وهى منقولة من بلاد اخرى وتنسب إلى مصر هذه السذاجة فى العمل الاعلامى وهو خطأ فادح لانها تقوم على الأكاذيب وتنقل للناس وجهات نظر مغرضة ولهذا فإن الإعلام المصرى فى بياناته الأخيرة قد حسم الأمر وقرر أن يتخذ طريقا آخر أكثر موضوعية وحرصا على مصالح الوطن..هناك أيضا الكثير من الإخبار والضيوف والأشخاص الذين خرجوا من أطلال التاريخ ويريدون عودة الزمن للوراء إن هذه الوجوه التى أفسدت هذا الوطن يجب أن تختفي تماما عن الأنظار أما محاولات تطهير الصفحات السوداء فهذه مسئولية التاريخ حين يراجع الأشياء ويعيد الحسابات بالإدانة أو الإنصاف ..لا ينبغى ان يتحول الإعلام إلى وسيلة لإخفاء الحقائق ونشر الأكاذيب وتضليل الناس وعليه الآن أن يبدأ من جديد ويضع خططا أكثر حرصا على امن مصر واستقرارها.