فاروق جويدة
الصديق د. احمد عكاشة عالم النفس الشهير على حق حين تساءل ماذا يريد الإخوان أكثر من هذه المساحات الرهيبة التى يخصصها لهم كل يوم الإعلام المصرى سواء على صفحات الجرائد أو شاشات الفضائيات..لقد أخذت أخبار الإخوان وأنشطتهم الإرهابية أضعاف ما حصلت عليه قضايا الوطن وقضايا المواطن المصرى في أجهزة الإعلام..انا اوافق على هذا الطرح الذى قدمه د.عكاشة في رسالة إلى المصرى اليوم وقد طالبت اكثر من مرة أجهزة الإعلام بالتوقف عن نشر البيانات التى تصدرها الجماعات الإرهابية ليس في مصر وحدها بل في العالم العربى كله لأنها شبكات تخدم بعضها..ان هذه الجماعات تبالغ في انتصاراتها وتجد من ينشر ذلك وربما استخدمت الإعلام المصرى بكل وسائله في إرسال رسائل لأعضائها في أكثر من مكان وهى حين تبالغ في الأرقام فهى تبث الرعب والخوف في قلوب الناس..لو ان الإعلام توقف عن نشر هذه القصص وهذه البيانات فسوف يحرم هذه الجماعات من تشويه الحقائق وتضليل الناس..هناك قصص كثيرة ينشرها الإعلام عن هذه الجماعات وبطولاتها الكاذبة والأخطر من ذلك ان تستعين الفضائيات بما تقدمه بعض البرامج من الأكاذيب والافتراءات وهذا ما تريده هذه الجماعات ان تستخدم الإعلام المصرى الساذج في ترويج أكاذيبها..إن التوقف عن إذاعة ونشر الأنشطة الإرهابية ضرورة مهنية وأخلاقية ووطنية وبدلا من أن نخصص الساعات للإرهابيين وأنشطتهم لماذا لا يخصص هذا الوقت لمواجهة هموم الناس وكشف حقائق الإرهاب أمام الرأى العام..إن الإعلام المصرى يقدم خدمات مذهلة للإرهاب حين يخصص له مساحات من الصفحات والبرامج متصورا انه يحارب الإرهاب والحقيقة ان الإرهاب لا يريد أكثر من ذلك لترويع الناس..لقد أخذت داعش من الإعلام المصرى وقتا اكبر بكثير مما حصلت عليه الجيوش العربية التى تواجه الطاغوت هل هو الإهمال أم عدم الفهم أم جهل برسالة الإعلام في هذا العصر..ان عشرات الصفحات وآلاف الساعات التى يقدمها الإعلام للإرهاب هدايا مجانية تقدم كل ليلة وهى مليئة بالأكاذيب والدماء والجرائم إنها رسالة سلبية ليست إعلاما ولكنها للأسف الشديد تخدم إغراضا مشبوهة.