فاروق جويدة
لا أدرى كيف تسللت أشباح القسوة في حياتنا وكيف تقتحم حياة الناس بهذه الضراوة، وتشوه أجمل ما في البشر وهى الرحمة..
اقرأ كثيرا عن جرائم القتل، وفى زمان مضى كنا لا نسمع عن هذه الجرائم كثيرا.. ولكن صحفنا الآن لا تخلو من أكثر من جريمة كل يوم..والغريب في هذه الجرائم هو نوع القسوة.. من يقتل أباه.. ومن يقتل أمه.. ومن تقتل زوجها من أجل عشيق ومن تقتل طفلها ومن يقتل زوجته لكى يتزوج امرأة أخرى.. ولا أدرى لماذا لا تنفصل الزوجة عن زوجها وتتزوج من تحب بدلا من بدلة الإعدام وحبل المشنقة ولماذا تقتل الأم ابنها من اجل عشيق له مئات العشيقات.. ولماذا كل هذا العنف في حياتنا؟ أحيانا أقول إنه الجهل وعدم الثقافة ولكن ما أكثر الجرائم التى ارتكبها متعلمون ودارسون.. وفى أحيان أخرى أقول إنه الفقر ولكن ماذا عن اسر غنية قتلت وقد أرى ان العنف أصبح جزءا من حياة الإنسان المعاصر وان روائح الدم التى أغرقت وجه العالم تسللت إلى عيون وقلوب ومشاعر الصغار..ان الحروب والقتل والإجرام على الشاشات تنقل كل يوم لملايين البشر وجه حضارة فقدت إنسانيتها وتحولت إلى مذابح بشرية، ان لون الدم الذى اغرق الشاشات سنوات طويلة هو الذى جعل الطفل الصغير يعتاد على ما يرى، وحين كبر تحول إلى قاتل لأن القتل على الشاشة كان شيئا عاديا ابتداء بذبح الضحايا في داعش وانتهاء بغرق الأطفال..كان الأطفال في زمان مضى يلعبون بالخيول والعرائس والآلات الموسيقية والآن يقتلون بعضهم بالألعاب الإلكترونية ويتعلمون العنف على الشاشات..على جانب آخر فأن افلام القتل والعنف التى انتشرت في العالم كله أصبحت غذاء إجراميا دائما للأطفال الصغار من كل جنس ولون ولغة..ان أكثر الأفلام رواجا في عالم الطفولة هى أفلام الرعب والعنف والدمار.. ان هذا يعنى ان الإنسان لا يولد قاتلا ولم يرضع جرائم العنف في لبن أمه، ولكن هناك عالما فرط في مسئوليته الإنسانية والأخلاقية وأصبح العنف فيه مصدر ثراء وأموال، وصار القتل عادة يومية تبدأ بمسلسل في التليفزيون وتنتهى عند حبل المشنقة، والفاعل مجهول.