توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتحار..نهاية حلم

  مصر اليوم -

الانتحارنهاية حلم

فاروق جويدة

كنت دائما أقول إن أشجار الحب يمكن أن تنبت فى أى مكان حتى فى الأرض المالحة..وان صحراء أيامنا وان امتدت وراء هذا الأفق البعيد لن تحرم العيون من شجرة تنبت هنا أو هناك تمنحنا الأمل، ان الشجرة يمكن أن تكون حديقة..وان الطائر الشريد يمكن ان يكون سربا..وإن دعاة الحب يمكن ان يحتشدوا يوما فى مظاهرة للحب وليس مظاهرة لقتل الأبرياء..عشت مع هذه القصة العجيبة التى نشرتها الصحف عن ذلك الشاب الذى تقدم لأسرة حبيبته يطلب يدها ويبدو أنه غير لائق اجتماعيا هذا المصطلح الذى افسد حياة المصريين وحرمهم من أبسط حقوق العدالة..وحين رفضت الأسرة الحبيب القادم بقلبه الصغير اندفعت الفتاة إلى البلكونة وألقت نفسها من الدور الخامس لتصاب بكسور فى كل أنحاء جسدها النحيل..ذهبت الأسرة بأشلاء ابنتها المحطمة وقلبها المكسور إلى مستشفى دمنهور وكثيرا ما زرته فى زمان مضى حين كنت تلميذا فى مدرسة عمر مكرم الثانوية وفيها قرأت كل قصص الحب.. دخلت الصغيرة المستشفى تحمل جراح قلبها الحزين..وماتت..ذهب الشاب الصغير إلى المستشفى لكى يزور حبيبته وقالوا له لقد ماتت..ونظر حوله والدموع تتدفق من قلبه الصغير واقتحم الشارع ليلقى بجسده المنهك فى ترعة المحمودية يموت الحبيبان ولا يفصل بينهما غير شارع صغير هذه ترقد فى ركن بعيد فى المستشفى وهذا تحمله مياه النيل التى كثيرا ما تغنى بها وحلم عليها مع حبيبته التى فرقت بينهما الأيام والظروف والأحداث..كنت دائما أقول إن الحقيقة فى الحياة أكبر من خيال الشعراء والكتاب والمبدعين وكنت أرى أن الحياة من وقت لآخر تلقى أمامنا قطعة ضوء تنير الطريق وتشعرنا بأن الإنسان سوف يبقى إنسانا بكل ما حمله من مشاعر الحب والإحساس والجمال وأن الطيور مهما زادت حرارة الشمس سوف تغنى وأن مياه النيل مهما ألقينا فيها بقايانا الملوثة سوف تطهر نفسها..وأن القلوب مهما عانت من الفقر والجوع والحرمان سوف تبقى فيها مساحة خضراء تزرع فيها الأمل وتستمد القدرة على استمرار الحياة..سوف تنبت أشجار كثيرة فوق رفات هذا الشاب وهذه الفتاة..حرام أن يكون الانتحار آخر ما يلقاه المحبون فى هذا الزمان .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتحارنهاية حلم الانتحارنهاية حلم



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon