توقيت القاهرة المحلي 07:54:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتحار..نهاية حلم

  مصر اليوم -

الانتحارنهاية حلم

فاروق جويدة

كنت دائما أقول إن أشجار الحب يمكن أن تنبت فى أى مكان حتى فى الأرض المالحة..وان صحراء أيامنا وان امتدت وراء هذا الأفق البعيد لن تحرم العيون من شجرة تنبت هنا أو هناك تمنحنا الأمل، ان الشجرة يمكن أن تكون حديقة..وان الطائر الشريد يمكن ان يكون سربا..وإن دعاة الحب يمكن ان يحتشدوا يوما فى مظاهرة للحب وليس مظاهرة لقتل الأبرياء..عشت مع هذه القصة العجيبة التى نشرتها الصحف عن ذلك الشاب الذى تقدم لأسرة حبيبته يطلب يدها ويبدو أنه غير لائق اجتماعيا هذا المصطلح الذى افسد حياة المصريين وحرمهم من أبسط حقوق العدالة..وحين رفضت الأسرة الحبيب القادم بقلبه الصغير اندفعت الفتاة إلى البلكونة وألقت نفسها من الدور الخامس لتصاب بكسور فى كل أنحاء جسدها النحيل..ذهبت الأسرة بأشلاء ابنتها المحطمة وقلبها المكسور إلى مستشفى دمنهور وكثيرا ما زرته فى زمان مضى حين كنت تلميذا فى مدرسة عمر مكرم الثانوية وفيها قرأت كل قصص الحب.. دخلت الصغيرة المستشفى تحمل جراح قلبها الحزين..وماتت..ذهب الشاب الصغير إلى المستشفى لكى يزور حبيبته وقالوا له لقد ماتت..ونظر حوله والدموع تتدفق من قلبه الصغير واقتحم الشارع ليلقى بجسده المنهك فى ترعة المحمودية يموت الحبيبان ولا يفصل بينهما غير شارع صغير هذه ترقد فى ركن بعيد فى المستشفى وهذا تحمله مياه النيل التى كثيرا ما تغنى بها وحلم عليها مع حبيبته التى فرقت بينهما الأيام والظروف والأحداث..كنت دائما أقول إن الحقيقة فى الحياة أكبر من خيال الشعراء والكتاب والمبدعين وكنت أرى أن الحياة من وقت لآخر تلقى أمامنا قطعة ضوء تنير الطريق وتشعرنا بأن الإنسان سوف يبقى إنسانا بكل ما حمله من مشاعر الحب والإحساس والجمال وأن الطيور مهما زادت حرارة الشمس سوف تغنى وأن مياه النيل مهما ألقينا فيها بقايانا الملوثة سوف تطهر نفسها..وأن القلوب مهما عانت من الفقر والجوع والحرمان سوف تبقى فيها مساحة خضراء تزرع فيها الأمل وتستمد القدرة على استمرار الحياة..سوف تنبت أشجار كثيرة فوق رفات هذا الشاب وهذه الفتاة..حرام أن يكون الانتحار آخر ما يلقاه المحبون فى هذا الزمان .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتحارنهاية حلم الانتحارنهاية حلم



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon