فاروق جويدة
افاق المصريون على كارثة اسمها التحرش .. وتعرضت المرأة المصرية الى اعتداءات صارخة طوال الفترة الماضية .. كان اخطر هذه الاعتداءات فى حشود المتظاهرين التى امتلأت بهم الميادين والشوارع.
حيث كان من السهل ان يتسلل الشباب الضائع ويرتكب جريمته .. وليس معنى ذلك ان المظاهرات كانت سببا فى انتشار هذه الظاهرة ولكن المؤكد انها شجعت عليها امام تلاحم الأجساد وزحام البشر والخلط بين شباب ثائر .. وشباب ضائع .. والحقيقة ان هناك اسبابا اخرى لهذه الظاهرة الخطيرة وهى تراجع مستوى السلوك والأخلاق .. فى حياة المصريين تناقض شديد بين ايمان شكلى لم يصل الى الجوهر وسلوك همجى لم يعتادوا عليه .. ان عمليات التحرش فى الشارع المصرى ظاهرة جديدة تماما وفى زمان مضى كان الشخص الذى يرتكب هذه الجريمة يتعرض للضرب والإهانة من عشرات الأشخاص حوله فلا يفكر فى هذه الجريمة مرة اخرى .. هناك جانب اهم واخطر فى هذه القضية وهى ملايين الشباب العاطل الذى يدور فى الشوارع بلا عمل ولا امل ولا حلم .. فلا هو وجد الوظيفة ولا هو حلم بالبيت والزوجة وحين يعود الى اسرته يجد مشاكل الأب الذى انضم الى طابور العاطلين والأخوة الذين لا يعملون والأم الحائرة بين هؤلاء جميعا.. ان قضية التحرش لا تنفصل ابدا عن جموع الشباب الذين يحتشدون فى الشوارع بلا عمل .. ولا يمكن ان ننكر ايضا تراجع الجانب الثقافى فى حياة المصريين لأن الثقافة تهذب السلوك وترتقى بالوجدان وامام فضائيات نسيت قضايا الأخلاق ومسئولية الإعلام الحقيقية سادت لغة الراقصات وبرامج التفاهات والخلط بين الفن والإسفاف ان عشرات الفضائيات الأن ترتكب جرائم اخلاقية فى حق هذا الشعب كل ليلة .. حين نناقش قضية التحرش والاعتداء على بناتنا فى الشوارع وتمزيق ثيابهن يجب ان نبحث عن الأسباب حتى لا ندور فى حلقة مفرغه .. البطالة ثم البطالة ثم الفضائيات والفن الهابط .. ثم تراجع مستوى الأخلاق وهذه قضية يطول الحديث فيها وعنها.