توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحرش قضية أخلاقية

  مصر اليوم -

التحرش قضية أخلاقية

فاروق جويدة

افاق المصريون على كارثة اسمها التحرش .. وتعرضت المرأة المصرية الى اعتداءات صارخة طوال الفترة الماضية .. كان اخطر هذه الاعتداءات فى حشود المتظاهرين التى امتلأت بهم الميادين والشوارع.
حيث كان من السهل ان يتسلل الشباب الضائع ويرتكب جريمته .. وليس معنى ذلك ان المظاهرات كانت سببا فى انتشار هذه الظاهرة ولكن المؤكد انها شجعت عليها امام تلاحم الأجساد وزحام البشر والخلط بين شباب ثائر .. وشباب ضائع .. والحقيقة ان هناك اسبابا اخرى لهذه الظاهرة الخطيرة وهى تراجع مستوى السلوك والأخلاق .. فى حياة المصريين تناقض شديد بين ايمان شكلى لم يصل الى الجوهر وسلوك همجى لم يعتادوا عليه .. ان عمليات التحرش فى الشارع المصرى ظاهرة جديدة تماما وفى زمان مضى كان الشخص الذى يرتكب هذه الجريمة يتعرض للضرب والإهانة من عشرات الأشخاص حوله فلا يفكر فى هذه الجريمة مرة اخرى .. هناك جانب اهم واخطر فى هذه القضية وهى ملايين الشباب العاطل الذى يدور فى الشوارع بلا عمل ولا امل ولا حلم .. فلا هو وجد الوظيفة ولا هو حلم بالبيت والزوجة وحين يعود الى اسرته يجد مشاكل الأب الذى انضم الى طابور العاطلين والأخوة الذين لا يعملون والأم الحائرة بين هؤلاء جميعا.. ان قضية التحرش لا تنفصل ابدا عن جموع الشباب الذين يحتشدون فى الشوارع بلا عمل .. ولا يمكن ان ننكر ايضا تراجع الجانب الثقافى فى حياة المصريين لأن الثقافة تهذب السلوك وترتقى بالوجدان وامام فضائيات نسيت قضايا الأخلاق ومسئولية الإعلام الحقيقية سادت لغة الراقصات وبرامج التفاهات والخلط بين الفن والإسفاف ان عشرات الفضائيات الأن ترتكب جرائم اخلاقية فى حق هذا الشعب كل ليلة .. حين نناقش قضية التحرش والاعتداء على بناتنا فى الشوارع وتمزيق ثيابهن يجب ان نبحث عن الأسباب حتى لا ندور فى حلقة مفرغه .. البطالة ثم البطالة ثم الفضائيات والفن الهابط .. ثم تراجع مستوى الأخلاق وهذه قضية يطول الحديث فيها وعنها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحرش قضية أخلاقية التحرش قضية أخلاقية



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon