توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التقليد الأعمى

  مصر اليوم -

التقليد الأعمى

فاروق جويدة

مشاهد قليلة تابعتها على شاشات الفضائيات وشد انتباهى اعمال العنف والضرب والسكاكين والدماء التى سالت امام اطفال صغار يجلسون فى البيوت يتابعون التلفزيون، ان الشىء الغريب ان اعمال العنف والفوضى والجنون ليست لها مبررات درامية حتى يقتنع بها المشاهد
ولنا ان نتصور مسلسلا بدأ بالسكاكين واطفال الشوارع والمعارك الدامية .. إذا كان الهدف تقليد الأفلام الأجنبية فإن العنف فى هذه الأفلام له مبرراته الدرامية والإنسانية والواضح ان التقليد الأعمى يصل بنا الى نتائج سيئة فى كل شىء .. هناك افلام اتسمت بالعنف وحققت نجاحا جماهيريا واسعا وربما كان ذلك هو السبب فى انتاج مسلسلات على نفس الأسلوب ونفس الطريقة حيث تبدأ بالسكاكين وتنتهى فى دار الإفتاء واحكام الإعدام .. هناك مجموعة من كتاب الدراما الجدد يمصرون الأعمال الأجنبية ويوهمون الناس انها دراما مصرية اين هذا البطل الذى يشبه ستالونى حتى يقدم مسلسلا او فيلما مصريا .. لقد توقفت عند مسلسل سراى عابدين وهو يقدم شخصية الخديوى إسماعيل وهو من اكثر الحكام المصريين الذين دار حولهم جدل طويل خاصة انه يمثل نموذجا للحاكم الحالم الذى لم يقدر امكانياته التقدير الصحيح .. وقد لاحظت ان المسلسل من حلقته الأولى يتجه الى تقليد المسلسل التركى حريم السلطان هناك مساحات كبيرة من التشابه فى الشخصيات والأماكن وحتى الموسيقى هذا بجانب التركيز على الشخصيات والعلاقات النسائية والشىء المؤكد ان المسلسل التركى قام على العلاقات النسائية فى القصور التركية ولكننا امام شخصية تاريخية كان لها دور كبير فى صياغة مصر الحديثة فى كل مجالات الحياة هناك اخطاء ارتكبها الخديوى إسماعيل ولكن الشىء المؤكد ان له انجازات كبيرة.. ان التأثر بالمسلسلات والأفلام الأجنبية حق مشروع ولكن النقل وسرقة الأعمال الفنية جريمة يعاقب عليها القانون .. يجب على الذين يقومون بتقليد الأعمال الفنية الأجنبية ان يراعوا ان الزمان تغير وان وسائل الاتصال الحديثة تستطيع كشف جرائم السرقة والتزوير.. حرام ان يكون رمضان شهر الرحمة بهذه الصورة القاسية عنفا ودما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التقليد الأعمى التقليد الأعمى



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon