توقيت القاهرة المحلي 01:32:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحب فى زمن الإرهاب

  مصر اليوم -

الحب فى زمن الإرهاب

فاروق جويدة

مِنْ أينَ جئتِ

وأى أرضٍ أنجبتك ِ

وكلُّ ما فى الأفق ِأشلاءٌ ونارْ

من قالَ إن شجيرةَ الياسْمينِ

تنبتُ فى حقول ِالدَّم ِ

تنثرُ عطرَها وسطَ المذابح ِوالدمارْ

ومتى ظهرت ِ

وقد توارى الصبح ُفى عيْنَىّ

من زمن ٍ.. وودعَنَا النهارْ

صَغُرتْ عيونُ الكونِ فى أحداقنا

حتى تلاشىَ الضوءُ..وافترق المسارْ

وأنا وأنت ِ

كنجمتين ِوراء هذا الغيمِ

رغم البعدِ يجمعنا المدارْ

وعلى امتداد ِالأفقِ ظلُ شجيرةٍ

وغناءُ عصفورٍ كسير ٍ

أطربَ الدنيا وطارْ

<<<

من أينَ جئت ِ؟!

وأنتِ آخر ليلةٍ

زارتْ خريفَ العمرِ

والشطآنُ خالية ٌ

وموجُ البحر ِأتعبه الدوارْ ..

أنا لا أصدق ُ

ان يكونَ الدمُّ آخرَ ما تبقى

من زمانِ الحبِ والأشعارْ

أنا لا أصدقُ أن تكون نهايةَ الأوطان باسمِ الدينِ

أشلاءٌ وقتلٌ وانتحارْ

أنا لا أصدقُ أن يسود الجوعُ

والطغيانُ والفوضى فى آخر المشوارْ

<<<

من أين جئت ؟

تبدو عيونك ِآخرَ السرداب ِ

ضوءاً خافتاً وسطَ العواصفِ والغبارْ

كم كنتُ أسألُ كيف يأتى الحبُ أقداراً

وكيف يجئ والعشقُ اختيار ْ

كنتُ اعتزلتُ الشوقَ من زمنٍ

وودعتُ الحنينَ ..

وحين َغابَ الشعرُ

أسدلتُ الستار ْ

وجلستُ فى صمتِ الخريفِ

أصافح ُالأيامَ يوماً بعد يوم ٍ

بعدَ أن فاتَ القطارْ

كم من طيورٍ هاجرتْ من عُشها

وتكسرتْ بين الرحيلِ وقسوة ِالإعصارْ

ومضتُ تفتشُ بعد أن رحلَ الرفاق ُ

فلا اشتياقَ..ولا غناءَ..ولاانتظارْ

<<<

من أينَ جئتِ ؟!

مواكبُ الموتى تضجُ من الجماجمِ

والمدى حولى حصارٌ فى حصارْ

الناسُ ترحلُ فى قطارِ الموت ِ..

أشلاءً يلملمها جدارٌ ثم يلقيها جدارْ

يترنحون على المفارق ِكالجرادِ

فلا خيولَ..ولا صهيلَ..ولا ديارْ

يترنحُ الكهانُ فى البارات ِ

والدنيا خراب ٌ..والمدى وطن ٌ..

تسلمه المشانِقُ للمخابئ ..للدمارْ

يتبادلونَ الكأسَ فى نخْب الضلال ِ

الخمرُ دمُّ .. والكؤوسُ مذابحٌ

والموتُ يرقصُ فوق أشلاءِ الصغارْ

هذا زمانُ القتلِ باسمِ الدينِ ..

باسمِ العدلِ..باسم ِالله الواحد ِالقهارْ

فى البدءِ كانت رحمةُ الإنسان ِ

تسبقُ سيفَه البَّتارْ

من قالَ إن العشقَ

يولدُ فى بحارِ الدمِّ

يكبرُ فى ليالى القهرِ ..

يزهوُ فى ثياب ِالعارْ

كذبوا علينا واستباحوا

فرحةَ الأيامِ فينا ..

كلُّ مخبولٍ تآمرَ فى شعارْ

وأمام خِنزير ٍقبيح ِالوجهِ

تسقطُ أمة ٌ

ما بين َعجزٍ .. وانكسارْ

<<<

من أين جئت ؟

وكل طفل ٍفى ثرى الوطنِ الذبيح ِ

يكابرُ الحزنَ المقيم َ..

وفى جنونِ الموت ِينشدُ ظلَ دارْ

لم يبقْ من صخب ِالحناجر ِ

غيرُ صرخاتِ تئنُ ..

دموع يأسٍ واعتذارْ

لم يبقَ غيرُ حدائقٍ جرداءَ

لاظلُّ هناك .. ولا ثمارْ

حزنُ توحشَ فى الضلوعِ

كآبة ٌكالنار ِتَسرىِ

بين يأس .. ٍوانهيارْ

<<<

من أين جئتِ ؟ ..

وكل كهان ِالمدينة ِكالغوانى

يخلعونَ ثيابهم

للقادمين َوكل أفـَّاق ٍتبرج فى إزارْ

قد عشتُ أسألُ كيفَ تنبتُ

فى قبورِ اليأسِ أحلامٌ كبارْ

<<<

من أين جئت ِ ؟ ..

وكل أزمنةِ الهوى

طرزتُها شعراً وأنغاماً

وكانت َفرحةُ العشاقِ

تسكن ُكل ناصية ٍودارْ

ومتى أتيت ِ؟ ..

وكنت ِفى بدءِ الخليقة ِ

وجه َحلمٌ طافَ فى عمرى قليلاً .. واستدارْ

ومضى بعيداً لستُ أدرى

كم من الأيام ِولَّى ..

كم من العمر ِاستجارْ

من أينَ جئت ؟..ِ

وكنت ُودعت ُالهوى

واستسلمتْ للحزن ِأيامى

وشاخ العمرُ .. وانطفأَ النهارْ

وعلى دموع النهر غاب الفارس ُالمغوارْ

كفَّنتُهُ فى القلب ِ..

حين رأيتُ .. أوطاناً وتيجاناً

تباعُ بأبخسِ الأسعارْ

غرِقتْ مع الأحزان ِكلُ سفائنى

واستسلمتْ للريح ِوالإعصارْ

ضيعتُ أيامى أبيعُ الحبَّ

والأسواقُ خالية ..ٌ

رياضُ الحبِ دمرها البوارْ

<<<

من أين جئت ِ؟ ..

ووجهك ِالمرسومُ من زمن ِالبراءةِ

أشعلَ الأشواقَ فى قلبى ..

أعاد َاللهفة َالسكرىَ أعاد اللحنَ والتذكارْ

من أينَ جئت ِ؟..

ولم يعدْ فى العمر شىٌء ..

غيرَ أيام توارتْ بين أطلال ِالخريفِ

شجيرة ٌهرِمتْ وأيامٌ قصارْ

لا شىٌء فى صمتِ الخريف ِ

وقد تثاءب فى ذبولٍ

غيرُ بيت ٍموحش ٍ

وزمانِ عجز ٍوانتظارْ ..

يتلكأ القلبُ المكابرُ ..

بين أطلال ِالسنين ِفلا يرى

فى الحب ِشيئاً غيرَ وهم..وانكسارْ

آمنتُ بالأشواق ِعمرى

حين َضلَّ الحلمُ أسدلُت الستارْ

ورجعتُ كالقديسِ أنشدُ خلوة ً

يرتاحُ فيها القلبُ ..

من عفن ِالنفوس ِوخسة ِالأشرارْ

قد مِتُّ من زمن ٍبداء ِالعشقِ

ثم أقمت للعشاقِ فى قلبى المزارْ

جاءوا حشوداً يرسمونَ

على جدار ِالعمر ِأسراباً من الأطيارْ

<<<

والآن جئتِ ولستُ أدرى

هل أكابرُ ؟ ..

هل يعودُ العاشقُ المجنونُ

يرفع رايةً للحبِ فى صخب ِالدمارْ ؟

هل من زمانٍ..

كى يعود لعرشهِ الفارسُ المغوارْ ؟

سكتَ الجوادُ عن الصهيلِ

تكسرتْ فى صمتها الأوتارْ

وانفض ليل ُالعاشقين َ

وفى سكون ٍهاجَر السُّمارْ

هل من سبيل ٍ ؟ ..

أن يطل الفجرُ بين ربوعنا

وتعودَ للأيام ِضحكتُها .. وينطلق النهارْ؟!

آمنتُ عمرى كله بالحب ديناً

لم أتاجر فى مزاد ٍأو ضمير ٍأو شعارْ

وكتبتُ للعشاق ِشعراً

لن يضلوا بعده ..

حتى إذا رحل المُغَنىِّ

لن ترحل َالأشعارْ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب فى زمن الإرهاب الحب فى زمن الإرهاب



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon